الخميس، 24 يونيو 2010

شر البلية ما..








"أواكس" الجامعة..و"مْرود" الشارع

· بقلم تقي الدين تاجي

لدينا نحن المغاربة ميزة طريفة ننفرد بها بين شعوب العالم ، فإذا كان الأصل في الاشياء -على حد قول العرب القدامى-مُسمياتها ،فإن القاعدة ببلادنا تمشي على عكس ذلك ، ويبقى عنوانها البارز "تسمية الاشياء بغير مسمياتها " ،ضداً ونكاية في المناطقة الذين يرون في الاسماء أحد أهم بوابات الدخول إلى الذات, وعلمٌ أبعد من حدود العلم .

ولم يسلم من هذه الميزة بشر ولا جماد ، فبدءً من الاسماء النعتية كمثل بوكرش،اللوين ،الموسطاش،بونيف،الصفر،لبلق،..والتي اصبح يتداولها المغربي في تعاملاته اليومية دون ان يشكل له استعمالها ادنى حرج ، هناك الأسماء التشبيهية أيضا ، والتي إلتصقت بشكل أخص بمؤسسات الدولة وأفرادها ، لا سيما أفراد الجيش النضامي من مخازنية وعسكر و بوليس ، ..فاصبح العسكري الذي يوجد برتب متدنية يسمى" الدوزيام حلوف " وشخصياً حاولت البحث عن اصل هاته التسمية القدحية دون أن أوفق في الوصول لمصادر تتناول ذلك ، لكن يبقى التفسير الاقرب لها-وإن كنت شخصيا لا أميل إليه- هو ما ذكره لي احد المهتمين من كون الجنود المغاربة كانوا يتميزون في القدم بالشراسة والقوة فكان أن تم تشبيههم بالخنازير!؟ ، شخصياً أظن ان سبب التسمية غادي يكون ف الغالب راجع للاوضاع المزرية التي كان يعيشها الجندي المغربي والذي ينحدر في الغالب من أسر فقيرة ومعوزة ولربما كان اصلها الآية بسورة المائدة التي يقول فيها تعالى "..مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ.." ، المخزنية او القوات المساعدة ايضا لم يسلموا من تنابز اخوانهم المغاربة ، واذا كنا نجهل تحديدا اصل تلقيب العسكر بالحلاليف ، فإننا على الاقل نعلم اصل اطلاق لقب " المرودة" على افراد هذا الجهاز الذي شكل ما يشبه الشرطة بعصرنا الحالي ابان حقبة من الحقب بالمغرب ، فالمرودة كما لا يعرف الكثيرون هو اسم كان يطلق على الجراد ، وحينما تم احداث هاته القوات لاول مرة استعملها النظام لقمع الحركات الاحتجاجية بالقرى والمدن المغربية ، فكان افرادها حين يهبون بزيهم العسكري الاخضر اللون لقمع المواطنين ، كان هؤولاء يصيحون "المرود" هادو ، اي ذاك الجراد الذي ياتي على الاخضر واليابس ،هناك ايضاً "الأواكس" او الحرس الجامعي التابع للاستعلامات العامة بوزارة الداخلية ، و الذي تم احداثه مع بداية الثمانينات من القرن الماضي مباشرة بعد فشل المؤتمر السابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،وقد انحصرت مهمته لوقت لوقت طويل داخل الكليات في التجسس على الطلبة الناشطين سياسيا او نقابيا وسط مختلف الفصائل الطلابية ، مما دفع الطلبة الى اطلاق لقب الاواكس عليهم ، والمعروف عن الأواكس أنها طائرة تجسس امريكية الصنع مزودة باحدث الردارات وانظمة الانذار المبكر بالخطر ، وتحديد الاهداف بدقة متناهية.

و حتى وان كنا حاولنا اعطاء امثلة عن هذه الميزة الطريفة التي نتميز بها كمغاربة ، إلا اننا حتما لم نستطع الاحاطة بكل ذاك الكم الهائل من الالقاب والمسميات التي اصبح المغاربة يتداولونها بديلا عن المسميات الحقيقية او الرسمية .ويبقى التساؤل مطروحا هل فعلا الأمر يتعلق بميزة ام بهواية..ام انه شر البلية بلحمه ودمه ، و قد تجسد ساخراً..

الخميس، 16 يوليو 2009

تجمع المدونين المغاربة يشارك بالقافلة الوطنية التضامنية نحو خنيفرة دعماً لحرية الراي والتعبير


بدعوة من المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، شارك تجمع المدونين المغاربة في القافلة التضامنية نحو خنيفرة ، تحت شعار " تجمع المدونين المغاربة يشارك بقافلة خنيفرة دعماً لحرية الراي والتعبير " ، وقد مثل التجمع خلال هاته المشاركة ثلاث مدونين اعضاء بالمكتب التنفيذي ، ويتعلق الامر بكل من الزملاء تقي الدين تاجي ، مولاي عمر اداحماد ، ومصطفى المودن ، بالاضافة الى الزميل حميد عنتار عضو التجمع و الذي كان مشاركا بصفته الشخصية.

وقد عرفت القافلة مشاركة العديد من الهيئات الوطنية سواء الحزبية منها او تلك المنتمية للنسيج الجمعوي او الحقوقي ، وقد اعطيت الفرصة لممثلي 18 هيئة ضمنها لالقاء كلمة باسم تنظيماتهم ، وذلك بالجلسة الافتتاحية التي احتضنتها قاعة مركز التكوين المستمر للأساتذة بمدينة خنيفرة.

وقد ألقى الزميل تقي الدين تاجي ، الكاتب العام لتجمع المدونين المغاربة ، كلمة باسم التجمع ، ركز فيها على التذكير بدعمنا كمدونين مغاربة لحرية الراي والتعبير ، كما ندد بالمضايقات التي تمارس على الصحافة المستقلة ، و دعى الى اقرار استقلال حقيقي للقضاء وتمكين المواطنين من محاكمة عادلة في اطار مساواة حقيقية يكون اساسها المواطنة و لا شيء آخر غير ذلك.
كما تم توزيع بلاغ المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة المؤرخ بـ 05-07-2009 ، على عدد كبير من المشاركين بالقافلة الوطنية بخنيفرة ، بالاضافة الى بطاقات تعريفية بالتجمع تم اعدادها خصيصاً لهذا الغرض ، وقد لقيت مشاركة التجمع تجاوبا كبيراً من لدن العديد من المشاركين الذين دفعهم الفضول لمعرفة من يكون هذا الوافد الجديد /القديم
وقد اختتم التجمع مشاركته بالانخراط بالوقفة الاحتجاجية التي نضمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان باحد ميادين مدينة خنيفرة ، وهنا لا يفوتنا ان نتقدم بالشكر الجزيل لكل اعضاء الجمعية الذين سهلوا لنا مشاركتنا بالقالفة وقدموا لنا كافة اشكال الدعم و المساعدة

عن المكتب التنفيذي

الكتابة العامة

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

خنيفرة : القمع لا يرهبنا والموت لا يفنينا وقافلة النضال تشق طريقها بإصرار

ظلت القافلة الوطنية ، تشق عباب الطريق منذ انطلاقتها عند الساعة السابعة والنصف صباحاً ، من أمام المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بالرباط ، حيث كان مقرراً سلفاً ، ان يلتقي مختلف المشاركين بالرحلة التضامنية ، المنظمة بمبادرة من الجمعية المغربية لحقوق الانسان تضامنا مع مدير جريدة المشعل ورئيس فرعها بمدينة خنيفرة ، و التي اختاروا شعاراً لها " كل التضامن مع ضحايا الطغيان بمنطقة خنيفرة: حتى لا يتحول الطاغية إلى ضحية وفاضح الظلم إلى مجرم". و بعد قرابة الاربع ساعات برّا ، سكت محرك الحافلة بمدينة بوفكران الصغيرة ، التي لا تبعد غير كيلومترات زهيدة عن مدينة الحاجب ، مفسحاً المجال للمشاركين من ممثلي الهيئات الوطنية ومختلف مناضلي ومناضلات النسيج الجمعوي والحقوقي ، لأخد قسط من الراحة ، لاسيما وان موعد القافلة بعز الصيف تزامن مع يوم قيظ شديد ، كان يزداد حدةً وبطشاً ، كلما توغلت القافلة أكثر بجبال الاطلس التليدة والعتيدة.

خنيفرة : عروسٌ في ثوب الحداد
" حيث أشجار البلوط .. والشتاء الحزين .. والنسيان الذي يمارسه النظام والبشر .. حيث الموت والخوف .. وجبال الأطلس السامقة ؛ كل ذاك الخليط المفزع ..يُحيلنا على مدينة ًفي قلب الجبل ، وعلى هامش وطن ، تُدعى خنيفرة "
كلمات عميقة لقديس أطلسي ، ظل صداها يتردد عالياً بين جنباتها ، حتى أيقظ أهل هذا الوطن ، الذين هبوا هبة رجلٌ واحد ، فاتحين ، منادين بالعدل ورفع الظلم عن البشرية ، انها عصا سحرية مست (( عروس الاطلس)) ليتحول فجأة خمولها الى حركة وحياة دبتا فيها ، دبيب روح الاله بجسد الجنين .
كيلومترات قليلة قبل وصول القافلة التضامنية الى خنيفرة ، وطيلة مسير الحافلة بمنطقة " أيت مليد " ، أخد المناضل الحقوقي " ولحمان " والعارف بتاريخ المنطقة يشرح للمشاركين في رحلة نوستالجية عبر التاريخ ، كيف حاز الملك الحسن الثاني سبعون كيلومترا من اراضي هاته المنطقة ، ووضع لها سياجات شائكة منعت قاطنيها من استغلالها في رعي مواشيهم بل وحتى الاقتراب منها ، وكيف ظلت الابقار الملكية وحدها ولعقود طويلة ، صاحبة السيادة المطلقة بين دواب ومواشي الاطلس المتوسط .
لم يكن يوقف الجرد التاريخي للاستاذ " ولحمان " غير شعارات المشاركين التي كانت تعلوا كلما زاد ذهولهم من هول ما كانوا يسمعون ، و ايضا شهادات بعض ممن اكتووا بجمر قروسطية الاطلس بزمن ليس ببعيد ، كحال ما وقع بأحداث1972 و1973 حيث قامت "ثورة ضد العنف والاضطهاد والفساد" ، جاءت كرد فعل لمشاعر اليأس والاحباط التي كان يشعر بها المواطنون الذين فقدوا الامل بعد الاستقلال في حصول أي تغيير.- يحكي ولحمان -، وكيف أن "الثوار" اضطروا عقب هذه الاحداث الى الصعود الى الجبال حيث بقوا هناك بدون أكل ولا شراب، مشيرا الى أنه تم خلال هذه الفترة القاء القبض على المواطنين بالمنطقة بمن فيهم الشيوخ والنساء والاطفال ، الذين تعرضوا خلال استنطاقهم لمختلف أنواع التعذيب لارغامهم على الإدلاء بمعلومات عن الأماكن التي كان يختبىء فيها "الثوار".
ادخلوا خنيفرة ان شاء الله آمنين



أمتار قليلة اصبحت تفصل القافلة عن معانقة العروس المتشحة بالسواد ، كان مدخل خنيفرة يبدو اشبه بفوهة بركان متأهب للانفجار بأية لحظة ، وظل مواطنو هاته المدينة الذين لوحظ تفاعلهم مع القافلة، وهي تفتض صمت المكان بمنبهات السيارات ، يلوحون لها بشارات النصر طيلة مسيرها ، وابتسامات حزينة تعلو محياهم . وقد بدى الشارع الرئيسي للمدينة اقرب ما يكون لشوارع كركوك العراقية ، بعد قصفها من قبل قوات التحالف الغاشم .
عند تمام الساعة الثانية عشر والنصف زولاً ، تحط القافلة رحالها أخيرا بقلب المدينة حيث كان في انتظارها عددٌ من مناضلي ومناضلات المنطقة ، الذين تجمهروا حاملين لافتات الترحيب ، التي اختلطت بشكل غريب بلافتات تحمل شعارات الغضب والتنديد ، في مشهد أشبه بفرح صغير بصيغة الحزن .


و قد هتف الجميع بصوت واحد " الكرامة والحرية ، لا مخزن لا رعية " ، و " تحية خالدة ، لخنيفرة الصامدة " و غيرهما من الشعارت الكثيرة التي علت بها حناجر المحتجينن ، الذين تقدمهم مدير جريدة المشعل ادريس شحتان ، الى جانب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان خديجة الرياضي ، ونائبها عبدالحميد أمين ، وعضو المكتب المركزي سميرة كناني و آخرون.

كلمات الوفود المشاركة

ثمانية عشر هيئة تناولت الكلمة تباعاً ، من بينها جميعات حقوقية ، وبعض ممثلي تنظيمات اليسار الجذري ، و كدا مديرو بعض الجرائد الكترونية (جريدة المناضل-ة) ، و ممثل عن اصحاب رسالة الى التاريخ ، جمعية المعطلين ، المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف ، و تجمع المدونين المغاربة ، ..وغيرهم من الهيئات الوطنية والتنظيمات الاخرى التي اجمعت جميعها على ادانة التعسفات التي تتعرض لها المنطقة ، كما عبروا عن تضامنهم مع مدير جريدة المشعل ورئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ونددوا بالبطش الممارس ضد ساكنة المنطقة من طرف مجموعة من العائلات المتنفذة بالمدينة والتي تعتبر نفسها فوق القانون.

شهادات مؤثرة لضحايا عائلة امحزون ، و " غنيمة" إمرأةٌ أبكت القلوب قبل العيون
- محمد ، قروي امازيغي : سلبوا مني سبعا وعشرين نعجةً وخروف ، اللهم إن هذا منكر
- عبد الكبير غنجة من قرية الهري متابع من طرف محمد ولد أمهرو عضو جمعية الدفاع عن عائلة امحزون : المتابعة في حقي هي من طرف كائن اسطوري تم تجريده من كافة حقوق المواطنة.
- ايت الحسن أوسعيد : سلبو اراضينا طيلة 46 سنة ، يئسنا من الحكومات المتعاقبة..والقضاة الذين يتابعون الملف يصمون آذانهم عن مطالبنا.

- حليمة غنيمة : هجرت خنيفرة هرباً من بطش عائلة امحزون ، بعدما عذبوني


- المحامية لطيفة الصابري : حفصة امحزون اعتدت علي ، و الندبة التي بوجهي ستبقى علامة شاهدة على ظلم وطغيان هاته العائلة ..
  • محمد، امازيغي من عمق الاطلس : جلس بالمنصة الشرفية بكل ثقة وعنفوان ، شيخ سبعيني رسمت التجاعيد على وجهه حكاية شقاء وقسوة زمن ، سرد تفاصيل معاناته بلغته الامازيغية ، وابى بذلك الا ان يؤكد مدى تجذره وارتباطه الوثيق بمسقط راسه ومهد اجداده ، لم يكن يأبه محمد لكل تلك الكائنات السياسية التي اكتظت بها قاعة احدى المؤسسات العمومية بخنيفرة ، بقدر ما كان همه الوحيد سرد معاناته ، علّهُ يجد عزاءً بين كل تلك الاعناق التي اشرأبت لسماع قصته ، وظل بين كل فينة واخرى يردد سلبوا مني سبعا وعشرين نعجة وخروفاً..اللهم إن هذا منكر
  • عبد الكبير غنجة شاب بعشرينيات عمره : كتلة من المشاعر المتوقدة ، تقدم للادلاء بشهادته و حماسة الشباب تعلو محياه ، فكانت اولى كلماته عباراتٌ ترحيبية لم تخلُ من سخرية و سخط " تحية للرفاق والرفيقات الذين تحملو عناء السفر والحفر التي تؤتث طرق هاته الايالة ، رغم انهم أصمّو أذاننا بالتنمية ، فإننا نعيش في كنف تنمية الفقر وتنمية الجهل وتنمية الاستبداد و تنمية الملاحقات والمتابعات ، واستئصال الالسنة وتكسير الاضلع، تحية للجمعية المغربية لحقوق الانسان التي اسقطت عروش هاته الآلهات المصنوعة من جلودنا ومن ثرواتنا " ، هكدا كان الترحيب على طريقة عبدالكبير ، قبل أن يبدا في سرد تفاصيل معاناته مع المتابعة القضائية التي رفعها ضده محمد ولد أمهرو عضو جمعية الدفاع عن عائلة أمحزون ، على إثر مقال كتبه سنة 2006 ، عنونه بـ " يا شرفاء هذه الارض اتحدوا " عبّر فيه عن موقفه من الانتخابات ، وكتب أن لا جدوى منها وانها تؤدي فقط الى شرعنة دولة الاستبداد ، ثم اضاف ان ايام الاستعمار كانت الافضل مقارنة بالوضع الحالي ، فكان أن رفع المدعو أمهرو دعوى قضائية ضده فيما اعتبره قدفا وسبا بحقه ، لاسيما وان احد افراد هاته العائلة كان قد طلب في وقت سابق من غنجة الترشح للانتخابات دعما للمرشحة حليمة عسالي ، وهو الامر الذي رفضه تماما فتمت متابعته بتهم السب والقدف ، التحريض على العنصرية ، والاشادة بالاستعمار ، وحدد 24 شهر 9 موعدا لاولى الجلسات. يقول عبد الكبير مصرحا ً ومنهياً لشهادته : " أمهرو كائن اسطوري من مواليد 1919 ، هويته بالجريدة الرسمية عدد 2091 بتاريخ 22 غشت 1958 حيث ورد اسمه ضمن الافراد الذين اتبثت لجنة البحث الملكية عدم اهليتهم الوطنية وحكمت عليهم بالتجريد من كافة حقوق المواطنة لمدة 15 سنة ،ومصادرة جميع املاكهم التي اكتسبوها بالاستيلاء على ثروات المقاومين الذين تحصنوا بالجبال(..)
  • أيت الحسن اوسعيد : يحكي السيد الحسن أنه حين وقع هجوم بمدافع فرنسا على سكان تمدارت و تم هدم بيوتهم سنة 1930، انسحب لازاغار الى تنزاورت ، وبعد عودة سيدي محمد بن يوسف من المنفى ، اتصل بعائلة امحزون ولامهم على دعمهم لحكومة بن عرفة ، واخبرهم ان هناك متابعات من طرف القبائل التي سلبوا منها اراضيها باسم المستعمر ، وطلب منهم الالتزام بارجاعها الى اصحابها ، التزم امحزون حمو حسن ممثل المخزن ، والتزم حماد اولحاج امحزون ممثل ايت موسى -يروي ايت الحسن اوسعيد - وفي عام 63 قام صاحب الجلالة الحسن الثاني بايفاد لجنة ملكية ، التئمت بايفران لترتيب حضورها الى دار العيدي بخنيفرة بغرض الاشراف على اتفاق التصالح واعادة كل شخص الى ارضه ، لكن تم تأجيل ذلك مدة سنتين -يُكمل ايت الحسن -، وبقينا ننتظر الى غاية سنة 65 ، لتعود اللجنة الملكية من جديد ، وبدا تنفيذ الاحكام ذات جمعة في اولاد امهروق ، على اساس ان تخصص الجمعة التي بعدها لاولاد الباشا ، غير ان مولاي احمد هرب وتخلف عن الحضور و بقي مولاي هاشم يراوغ الملف مدة سنين الى يومنا هدا ، والان السكان الذين كانو يرافقون امحزون وزعوا بلادنا "ايت موسى" التي كانت في ملكية قبيلة تضم 700 نسمة ، و اصبح اليوم ومنذ 46 سنة ، يستغلها ويستفيد من خيراتها عشرون شخص فقط ، ولا زلت متشبثا بحقي منذ 20 سنة ، -يُضيف اوسعيد بمرارة - وسأستمر في ذلك رغم يأسي من الحكومات المتعاقبة بسبب لامبالاتها ، والقضاة المكلفون بالنظر في الملف ماديون ، ولذلك يصمون اذانهم عن مطالبنا ، والآن بعد 18 جلسة امام المحكمة الابتدائية ، لا زال القضاء لم يحسم في قضيتي رغم ان هناك قرارا ملكيا بالصلح ولا مجال للاجتهاد القضائي ، الذي يابى الا ان يرفض اعتبار وثيقة الصلح الملكية كوثيقة يُعتد بها .
  • حليمة غنيمة : لم تتمالك حليمة نفسها وهي تروي تفاصيل ما تعرضت اليه من تعذيب وتنكيل على يد حفصة امحزون ، وزوجها السرويتي ، فأجهشت ببكاء حار ، حرارة ذاك الماء المغلي الذي صبوه على جسدها قبل اثنا عشرة سنة مضت ، هي نفس المدة التي قضتها في منفاها القسري بمدينة اكادير ، بعيدة عن مدينتها الام و هرباً من بطش عائلة امحزون ، الذين عذبوها بصب الماء الساخن عليها وادخال الزجاج بدبرها وجهازها التناسلي ،- تروي غنيمة بحسرة وألم ، وأنينُ بكاء- ، أنينٌ لم يوقفه غير تعالي صيحات الحاضرين الذين ادمعت عيونهم ، وصاحت حناجرهم " مجرمون..مجرمون..عائلة امحزون ".

المناضل امدياز الحاج تاثر ايضا لقصة غنيمة ، فأهداها قصيدة شعرية من وحي اللحظة ، تضامنا مع قضيتها :

" غنيمة

غنيمة تحية لك

ولكل من أنطقك

وفك عقدة لسانك وأخرجك

من صمتك

(..)

قولي بصريح العبارة

عقدا من الزمان

لم أقوى على الكلام

لقد فقدت أنوثتي

لقد شوهوا جهازي التناسلي

بل لقد احرقوا فرجي

وأعدموا رحمي

وطردت من عالم النساء

وسئمت الحياة

وهاجرت بلدتي

حتي لا يعرف الكل قصتي

(...) "

  • المحامية لطيفة الصابري : بدت المحامية الشابة ، التي تناولت الصحف الوطنية سيرتها فيما عُرف لاحقا بقضية اعتداء خالة الملك على محامية بهيئة مكناس ، - بدت - بمعنويات مرتفعة وهي تدلي بشهادتها والتي لم تكن غير نفس تلك التصريحات التي تناقلتها الصحف على لسانها بعد الاعتداء عليها من طرف حفصة امحزون وبناتها ، وقالت المحامية وهي تروي تفاصيل ما وقع " إن الندبة التي على وجهي ستظل علامة شاهدة على ظلم وطغيان عائلة امحزون ".

خنيفرة هبة أم الربيع

وكما أن مصر تتميز بالنيل ، والعراق بدجلة ، وسوريا بنهر العاصي..فإن المغرب..وان خنيفرة بالذات ، يتميزان بنهر ام الربيع ، الدي ينبع من اعالي جبال الاطلس ، ويسير نحو ازمور حيث مصبه بالمحيط الاطلسي ، متحدياً كل المسالك الوعرة ، وهازئا بالسدود التي اقيمت عليه ، والتي بلغ عددها 11 سداً تم تشييدها في اطار سياسة السدود التي اتبعها الراحل الحسن الثاني - رحمه الله - ، ولعل هذا هو السر الذي جعل منظموا القافلة الوطنية يعمدون عبور قنطرة توجد وسط المدينة و من تحتها ام الربيع ينساب مزهوا بشموخ ، قبل ان يصلو الى الساحة التي كان مقرراً ان تحتضن الوقفة الاحتجاجية الختامية التي تميزت برفع اعلام تمازغا من طرف بعض الحركات الامازيغية المشاركة ، و تخللتها مجموعة من الشعارات المناهضة للظلم والحكرة ولعائلة امحزون ، وانتهت بتلاوة خديجة رياضي لبيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان.

تغطية ، متابعة ، تصوير و تحرير / تقي الدين تاجي من خنيفرة

الأربعاء، 8 يوليو 2009

أطفال لا يُخيمون..

تجمع المدونين المغاربة يُطلق حملة " أطفال لا يُخيمون "
بالصورة - طفلة تحمل اللوغو المخصص للحملة
تم الاعلان خلال الاجتماع الاعتيادي للهيئة التنفيذية لـ " تجمع المدونين المغاربة" المنعقد يوم الاحد 05 - يوليوز - 2009 ،عن إطلاق حملة لفائدة الاطفال المحرومين من الحق في التخييم والاصطياف ، وذلك تحت شعار " أطفال لا يخيمون " .
وتهدف الحملة بحسب منظميها الى الاستفادة من تقنية الانترنت والنشر الالكتروني للفت الأنظار الى واحدة من الفئات المنسية ، لسيما اولائك التلاميذ الصغار الذين يقضون ايام عطلهم الصيفية بأوراش النجارة والصباغة أو كراجات المطالة و الميكانيكا ، وكدا الاطفال المنحدرين من اسر فقيرة أو معوزة ، و الذين يقطنون بأحياء هامشية او مداشر وقرى، لا يصلها الضوء ولا يُسلط عليها إلاّ إذا حلّت بأهلها و أكبادهم كارثة طبيعية، كفيضان يجرف الاخضر واليابس او زلزال يهُدّ الجدران ، ولهذا "
جاء اقتراح القيام بحملة إعلامية تكون بمثابة دعوة غير مباشرة لكل المدونين لتسليط
الضوء على أطفال خارج دائرة ضوء وسائل إعلامنا العمومية التي تنتشي في كل نشرة
للأخبار بنقل صور لأطفال يمرحون على الشواطئ، ولنقل ارتسامات سطحية لأطفال آخرين
يستظلون بظل الأشجار في مخيم جبلي أو يلهون بدلال في مكان ما
"- تقول مريم التيجي نائبة رئيس تجمع المدونين المغاربة -، وهي مناسبة ايضا يرى فيها التجمع فرصة للتحسيس بظاهرة تشغيل الأطفال و ما تؤدي اليه من حرمان للاطفال من حقهم في اللعب والتعلم ، والتمتع بأجمل فترات حياتهم .
وستستمر حملة " أطفال لا يخيمون " الى غايةالـ 21 من شهر غشت 2009 ، حيث سيتخللها مجموعة من الورشات التعليمية والتثقيفية لفائدة هؤولاء الاطفال ، بالاضافة الى زيارات خاصة للقرى والبوادي يقوم بتنشيطها مجموعة من الاطر ذات الخبرة في مجال التربية والتخييم ، مع مواكبة اعلامية لكل مراحل هاته الحملة.

تقي الدين تاجي

الاثنين، 6 يوليو 2009

السّعار الانتخابي يشتد عشية يوم الاقتراع



الصور بعدسة: ت. ت / خاص

عشية يوم الاقتراع : الأحزاب المغربية تنهي حملاتها بخرق واحد من أهم البنود ضمن برامجها

ساعات قليلة عن نهاية الحملة الانتخابية ، أبت أحزابنا المغربية إلا أن تستعر كوحش جانح ، مجندة ً كل وسائلها المشروعة وغير المشروعة ، لاجل الظفر بالسرعة النهائية ، وعلى قول المثل ففي الحب والحرب والانتخابات كل شي مباح ، و إذا ضفرت بعدوك أو محبوبك حينها فقط بامكانك أن ترتاح ، وتنعم بالنوم الهادئ من الليل حتى الصباح ، وهكذا نجد أن كل الاحزاب التي تغنت طوال العشرة ايام او يزيد ، وتشدقت على المواطن المغربي بحرصها على البيئة و إيلائها اياها الاهمية المركزية ضمن برامجها لما لها من علاقة مباشرة بالمواطن وصحته .
هي ذاتها - الاحزاب - تعود و في آخر رمق من حياة الحملة لتساهم في تلويث شوارع المدن والدوائر التي تسعى الى تمثيلها والدفاع على مصالحها ، و التي ما فتئت تُمني ناخبيها وساكنتها بالنظافة والسكينة ، فإذا كان الحرص على البيئة وعلى النظافة بشكل اخص يعد أهم المظاهر التي تُقاس بها حضارات الشعوب والامم و الدليل القويم على صحة وعافية المجتمع ، فإن كل هذا الجيش العرمرم من المرشحين و كل هذا الكم الهائل من الاحزاب قد أكدوا عشية يوم الاقتراع ، على قمة همجيتهم وبربريتهم .فبدءاً بازعاج راحة المواطنين بمنبهات سياراتهم الفارهة التي جابوا بها شوارع مختلف المدن والدوائر وكدا استنجادهم بالمجموعات الموسيقية الشعبية وما الى غير ذلك من استعمال لمكبرات الصوت ، مروراً بإلقاء قاذوراتهم الانتخابية والدعائية ، كانت بصدق أحزابنا قد ابتدأت أجرأة خطاباتها بخرق أول لأهم بنود برامجها المُستهلكة ، وبتجاوز سافر لكل ما جاءت به نظريات و مختلف مدارس العقد الاجتماعي ، التي جعلت من ضمن اولويات التعاقد بين الجماعة والفرد حرص هذا الاخير على حماية مصالح الفئة الكبرى التي تمنحه ثقتها ،وتوليه مهمة السهر على أمورها .

قد يرى البعض مبالغة في حديثنا عن مخلفات استعار احزابنا بآخر ساعات الحملة ، لكن ولا شك ان الاندهاش سيزول لدى البعض ، او ربما يزيد لدى البعض الآخر ، اذا ما علموا انه تبث علمياً أن اختلاط الورق مع النفايات الأخرى وبوجود الرطوبة العالية اوالحرارة يؤدي الى تحوله الى مصدرا لتكاثر البعوض والحشرات ، وأن حرق النفايات الورقية يتسبب في تلويث الهواء ويشكل خطرا على البيئة وعلى الممتلكات من امتداد الحرائق إليها ، ضف على ذلك أن عدم الاستفادة من النفايات الورقية ينتج عنه غاز الميثان الذي له أضرار على الصحة والبيئة (ظاهرة الاحتباس الحراري)، وطبعا النتيجة المباشرة و الآنية ستكون ولا شك إعدام الشعور بالحس البيئي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع ، و إضافة باعث جديد لشريحة المقاطعين ليكون سبباً كافيا لعدم توجههم( الجمعة ) نحو صناديق الاقتراع.

وفيما يلي نماذج (من شوارع القنيطرة ) لحالة السعار التي اصابت الاحزاب المغربية عشية يوم الاقتراع ، تصوير ت.ت / خاص

ـــــــ
تغطية ، متابعة ، تحرير وتصوير : تقي الدين تاجي

الرميد يدعو الناخبين إلى قبول رشاوى تجار الانتخابات

في الصورة جانب من التجمع الخطابي / تصوير : ت.ت

عزيز الرباح يُصرّح :
لن نغلق صالونات الحلاقة حيث بغينا بناتنا " مقادّات و زوينات"

دعا مصطفى الرميد القيادي بحزب العدالة والتنمية المواطنين في التجمع الانتخابي الذي عقده حزبه أمس الثلاثاء بساحة بئر انزران بالقنيطرة -دعا- المواطنين المغاربة إلى قبول الاموال التي يقدمها مشترو الأصوات الانتخابية ، وذلك لمعاقبتهم مرتين- يضيف الرميد - المرة الاولى بأخذ أموالهم ، والثانية بعدم التصويت لهم ، مستدلاً بالآية الكريمة " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه " .

ثم أردف الرميد مخاطبا ساكنة القنيطرة : نحن لسنا مثل أحزاب الكوكوت مينوت تللك الاحزاب التي تؤسس في ظرف وجيز لتدخل غمار المنافسة الانتخابية لغاية في نفس يعقوب -في اشارة منه لحزب الاصالة والمعاصرة - ، وقبل ان يختم الرميد كلمته الجزم بشكل قاطع أن يكون بالمغرب اي حزب كيفما كان يصل إلى مستوى العدالة والتنمية .

وفي معرض تدخل عزيز رباح عضو اللجنة الوطنية للحكومة الإلكترونية ووكيل لائحة المصباح بدائرة القنيطرة ، أكد أن هناك تقارير رسمية توصل بها حزبه تعطي للمصباح المرتبة الأولى ، ثم أضاف لقد تجاوزنا الـ 6 بالمئة ولا ننتظر يوم الاقتراع، وفي معرض رده على بعض الاشاعات التي وصفها بالمُغرضة وأن الغاية منها التشويش على حزبه بالحملة الانتخابية قال : " هناك من يروج لاشاعات بين أوساط الكْوَافورات مفادها أن حزب العدالة والتنمية في حال نجاحه سوف يقوم بإغلاق صالوناتهم ، (..) وهذا محض كذب وافتراء ..إننا نريد نسائنا وبناتنا "مقادات ومصايبات " بجمالهن وأنوثتهن..و إن الله جميل يحب الجمال " .

كما لم يفت عزيز الرباح ان يطمئن شريحة السكايرية ايضا قائلا : " رواد البارات ومعاقري الخمور يحبون العدالة والتنمية وسيصوتون للمصباح ضدا في شياطين الانتخابات " ، ثم ختم كلمته قائلا : يا سكان القنيطرة اشهدوا ها هي ذي يدي ممدودة الى السلطة وليكتب الله في صفيحتنا اننا قد تعاوننا على البر لا على الشر.

أما عزيز كرماط عضو المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية فقد فجر في كلمته خبراً عن تسجيل الحزب محليا لمجموعة من الخروقات الانتخابية ، لاسيما منها تلك التي يقودها أحد الاحزاب ( لم يذكر اسمه ) بالزنقة 105 بمنطقة العلامة بالقنيطرة ، عبر شرائه للبطائق الانتخابية مقابل مبالغ مالية زهيدة تُقدّم للمواطنين.

وتم اختتام هدا التجمع مباشرة بعد آذان المغرب حيث توجه كل من الرميد و الرباح وسط هتافات انصار اللامبة " يا رباح رتاح رتاح صنصوت للمصباح " و " ابشر ابشر يارباح الرئاسة للمصباح " نحو المسجد ، ليستمر المواطنون بعد ذلك في مشاهدة الروبورتاج الذي اعدته ادارة الحملة حول أوضاع مدينة القنيطرة ، وكدا ذات الشريط الذي تم تداوله على يوتوب والذي كانت هسبريس قد نشرته في وقت سابق بعنوان "
انتخابات مايلة " ، والذي يُظهر الرباح في تدخل حماسي بالبرلمان المغربي .
تقي الدين تاجي

حديث الانتخابات..



في الصورة مساندون لمرشح التراكتور ببنجرير وفي الخلف لافتة تضم صورة صديق الملك


انطلق العد التنازلي لانتهاء الحملة الانتخابية ، وانطلقت معه حمى الدعايات الحزبية للظفر بأصوات الناخبين ، وطبعا كل شيء جائز ومباح لأجل ذلك ، من استغلال للدين والنفوذ ، إلى استعمال للمال والطاجن او حتى السحر والشعوذة.

الإسلاميون والمحافظون..يتفوقون على حماة الحداثة إفتراضياً

الواضح أنه لا يوجد بين كل هذا الزخم الهائل من الأحزاب اليسارية والتقدمية من يستطيع أن يقود حملة انتخابية على الانترنت باسم حزبه ، بموزاة مع الحملة الاعتيادية على ارض الواقع والتي تتساوى فيها كل الاحزاب طبعا، ويبقى
حزب المصباح رائدا بامتياز في إدارة الحملات الإلكترونية ، فبزيارة سريعة للموقع الرسمي للحزب على الانترنت يمكن لأي كان ان يكتشف وبأقل جهد منه أن هناك فريقا خاصا منكب على إدارة الحملة الانتخابية هناك ، وشغله الشاغل تحيين المعطيات ، والتعريف بالمشرحين وكلاء اللوائح .
وعلى يسار الموقع يطالعك البرنامج الحزبي وكدا حصيلة ست سنوات من تدبير الحزب للشأن المحلي بالمدن التي أشرف عليها مرشحوه السابقون ، بالإضافة الى نشرة يومية بمناسبة الحملة ، ويأتي بالمرتبة الثانية إلى جانب العدالة والتنمية ، حزب الوزير الأول عباس الفاسي وإن بنسبة اقل بيد أن الزائر يستطيع على الأقل التعرف على رمز الميزان المخصص للحزب، والتعرف على طريقة التصويت عبر وضع علامة ، كما توضح ذلك للزائر نافذة فجائية تباغت كل من يلج
الموقع ، أما باقي مواقع الأحزاب الأخرى فيبدو انها غير معنية باستعمال التقنيات الحديثة للعصر.
ف
موقع اصدقاء الوردة مثلا يرحب بك باعتذار لعدم تحيينه بالأيام الأخيرة ، و رفاق مجاهد اكتفوا ببلاغات وبيانات من الأرشيف لتحل مكان صفحة الترحيب بالموقع الذي يبدو تصميمه بدائيا مقارنة بمواقع الأحزاب الإسلامية ، وهناك أيضا حزب التراكتور الذي دشن موقعاً إلكترونيا لا باس به بمناسبة الحملة الانتخابية ويمكّن الزائر ان يختار بين لغتين للتصفح العربية اوالفرنسية.

وكلاء اللوائح: بلطجة بلا حدود !!

يبدو أنها اصبحت موضة هذه الايام ان تستعين بعض الاحزاب في حملاتها الانتخابية بالإضافة الى النكافات والطيابات ، بوجوه اخرى خاصة منها تلك ذات السوابق في عالم الإجرام ، والبلطجة ، وذلك لإرهاب كل من قد يعتبرونه جاسوسا عليهم او عدوا انتخابيا ، فيوم أمس وبينما كنت اقوم بتغطية لإحدى المهرجانات الخطابية الغير الرسمية لأحدى الأحزاب الذي تتخذ الصطافيط رمزا لها ،فإذا بي افاجئ بشخص - كان يبدو ان شفرة الحلاقة قد فعلت ما فعلته بوجهه - يخاطبي : " غادي تمشي تقـ.. من هنا ولا نهرس لدين مك ديك الكاميرا على راسك".

المرشح شفار واللي كيصوت عليه حمار !

يلزم الاحزاب السياسية بالمغرب ملايين السنوات الضوئية لإقناع المواطن المغربي بجدوى الإنتخابات ودفعه الى المشاركة فيها ، لأنه يبدو أن هناك شبه اجماع من قبل المغاربة على تشفاريت كل هؤلاء المرشحين الذين يوزعون صورهم ذات اليمين وذات الشمال ، بالموازاة مع توزيعهم لاوراق اخرى غير الاوراق الدعائية لشراء الذمم ، وبلوغ القمم، وهكذا فلسان حال المغربي هذه الايام لا يفتأ يردد : " المرشح شفار..واللي كيصوت عليه حمار" .

استغلال الدين : شعارالدولة ..وكل الأحزاب بلا إستثناء

لم يعد يقتصر الامر كما السابق فيما يخص استغلال الدين بالحملات الانتخابية على الأحزاب المسماة إسلامية وفقط، بل تعداه ليشمل كل المتداخلين بالعملية ككل ، فبدءاً بالدولة التي دأبت على اختيار يوم الجمعة منذ سنة 2002 ليكون يوماً للاقتراع و لتوجه الناخبين الى مكاتب التصويت ، ولعل ذلك ليس من قبيل الصدفة خصوصا اذا استحضرنا ما لخطبة الجمعة من تاثير على المواطنين ، و كدا الكيفية التي تفرض بها الوزارة الوصية موضوع الخطبة على خطباء المنابر عبر كل ربوع المملكة ، مرورا ببعض الأحزاب المحسوبة على الصف الديمقراطي/التقدمي ، كحزب التقدم والاشتراكية دو الامتداد الشيوعي الذي اختار سيدة منقبة لتكون وكيلة للائحته بجماعة سيدي الطيبي - اقليم القنيطرة ، هدا دون ان نغفل الاشارة الى بعض المرشحين اليساريين الذين بدؤوا يرتادون المساجد فجأة ايام الحملة حتى ولو من غير وضوء - يعلق أحد المتابعين - ، وطبعا يبقى اخوان بنكيران النامبر وان، فيما يتعلق باستغلال الدين في سبيل المقعد الانتخابي ، كحال داك النقابي بالاتحاد الوطني للشغل والمنتمي الى الحزب المذكور الذي التف حوله مجموعة من المواطنين وهو يشرح لهم كيف ان شعار حزبه مذكور بالقرآن وان التصويت له شعبة من شعب الايمان ، مرددا تلك الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى : " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ " .

المدونون المغاربة والانتخابات

لم يفت المدونين المغاربة على الانترنت ان يدلوا بآرائهم وهم يتابعون تفاصيل هاته الحملة الانتخابية ، فالمدون مولاي عمر صاحب
مدونة أطلس المغرب كتب يقول : " حديث الموسم هذه المرة بطله الهمة ورفاقه و الامتياز الذي يتمتعون به ، و من تابع تصريح الوزير الأول خلال رده على قرار التراكتوقراطيين (حزب الهمة) بالخروج من الأغلبية الحكومية إلى صفوف المعارضة، يتأكد أن هذا الحزب يحظى بعناية خاصة و بدعم حكومي مطلق في شخص القضاء، هذا الأخير الذي أرضى حزب الأصالة و المعاصرة على حساب بقية الأحزاب الأخرى، من خلال إعفائه من تطبيق الفصل الخامس من قانون الأحزاب " ، والمدون ميمون ام العيد صاحب مدونة مواطن فشي شكل علق متسائلاً : "عن أي ديمقرطية يتحدثون.أتعرف .. حتى في البلدان الراسخة في الديمقرطية تشتري الشركات حصصا في الأحزاب السياسية و تستأجر سياسيين للدفاع عن مصالحها ( الشركات).
أما في الدول المتخلفة فحدث ولا حرج ، اما آخر فقد علق ساخرا : صدق أو لا تصدق ولكنها حقيقة واقعة شاهدتها بأم عيني - ولو كنت أمتلك آلة تصوير أو جهاز موبايل من النوع المتطور بفيديو لالتقاط حديث وصور "المورا – الشحين" جمع " مورا – الشيح والريح " لصورتهم جموعا ومثنى ورباعا وفرادى ولكني لا أمتلك غير (صرصور في جيبي )..فمدينة بولمان الصغيرة التي لاتتعدى مساحتها بضعة امتار فاقت جميع القياسات والتوقعات، وتوزيعهم "لكارتات" ملونة ذات طباعة شبه انيقة تحوي أسماء احزابهم ، تحولت إلى لعبة للأطفال يلعبونها في الأزقة بديلا للعبة التي نلعبها عندما كنا صغارا والتي يتذكرها الجميع عندما نلعب بصور الممثلين ونجوم السينما وإبطال أفلام الكابوي الأمريكية ، أو بعدها بصور لاعبي كرة القدم ونجوم الرياضة،فقد تحولت هذه "الكارتات "التي وزعها المرشحون والمرشحات ب"الكيلوات" إلى لعبة جميلة .
اما المدون المغربي
حمار كوم فقد عنون مقاله قائلا : انتخبوني وفوزوا بجوائز الطمبولا ..ثم اضاف لن أكذب عليكم ولن استعير فروة الثعلب لأقول لكم أن هدفي من الترشح هو خدمتكم و تحسين أوضاعكم والنهوض بمدنكم وقراكم المهمشة القابعة بالحضيض ، بل سأكون صريحا معكم حد السذاجة والغباء اللذان أتميز بهما ، ولن ابيعكم الوهم والسراب ، لأن هدفي الرئيسي الذي يقبع "مُقلزاً" على راس برنامجي الانتخابي هو خدمة نفسي بالدرجة الاولى وتحسين وضعيتي في السلم الاجتماعي والعمل على الترقي من مجرد حمار محكور إلى حصان اصيل ، وختم موضوعه بدعوة للناخبين بالتصويت بكثافة على رمز "الدحش مول الوذينات" .

الجنس اللطيف..والدعاية للمرشحين

بعد شركات الفوطات الصحية ، والشمبوانات ، وشفرات الحلاقة..يبدو انه قد جاء دور الاحزاب هذه المرة ليستعينوا ببنات حواء في اقناع المرشحين على التصويت لهم، ويبقى حزب الحركة الشعبية افضل مثال يمكن الحديث عنه بهذا الصدد ، فقد اختار مرشح رمز السنبلة بمدينة القنيطرة الاستنجاد بمجموعة حسناوات يطوفون عاصمة الغرب بمكياجاتهم وسراويل الدجينز الضيقة وقبعات الكاسطيط التي يتوسطها رمز حزب امحند العنصر ليوزعوا منشورات الحزب ، وطبعا لم يستطعن أن يسلمن من تحرشات البعض الذين لم يكن لهم ان يفوتوا فرصة مثل هاته لاقتناص السّاطات - يُعلق احد الشبان بالمدينة.
ولا زال مسلسل "الحملة الانتخابية " مستمرا إلى غاية يوم الاقتراع ، الموافق الجمعة 12 يونيو 2009 ، والى حين هدا اليوم سيبقى الحديث عن انتخاباتنا المغربية حديثاً دو شجون،.. وشر البلية بمملكتنا الشريفة ما يضحك وما يبكي.


متابعة : تقي الدين تاجي

الاصالة والمعاصرة يستبدل نجمة داوود بالتراكتور


تحالف اليسار الديمقراطي آخر الملتحقين بحزب التراكتور بالقنيطرة


في الصورة / مقر الاصالة والمعاصر بالقنيطرة (
عدسة : ج. ق )



برغم تعبير تحالف اليسار الديمقراطي غير ما مرة وفي غير ما مناسبة عن امتعاضه من مستحدثات الحكم في تمييع الحياة السياسية من خلال التشجيع المفضوح لكائنات حزبية جديدة/قديمة (الأصالة والمعاصرة/جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية) مع المزيد من دعم الفساد السياسي وقمع كل المعارضين السياسيين كما جاء على لسان بعض مناضلي التحالف بالجهة الشرقية، فإن رفاقهم بالجهة الغربية وبالضبط بمدينة القنيطرة استطاعوا أن يدخلوا في تحالف مكاني خارج الزمان مع حزب التراكتور ، عبر اتخاذهم للشقة المحاذية لمقره بنفس الإقامة ونفس الطابق (الباب على الباب) مقراً لهم .
وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد استأجر شقة أنيقة بزاوية شارع الحسن الثاني فوق مقهى المنامة بالقرب من فندق "أمباسي " لتكون مقرا له ، إلى جانب رفاق بن جلون ، مجاهد ، وعبد السلام العزيز ، الذين قد يجدون أنفسهم مضطرون لمراعاة حق الجوار كما يقتضيه الدين الرسمي للملكة، بكف الأذى عن الجار وحمايته والإحسان إليه و احتمال أذاه ، وهذه طبعاً تبقى واحدة من بين الطرائف الكثيرة التي يعج بها مشهدنا الحزبي المغربي تزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية .
ومن بين الطرائف الأخرى أيضا اتخاذ حزب الهمة بالقنيطرة للافتة من القماش الأبيض بخطين أفقيين زرقاوين يتوسطهما رمز التراكتور كلافتة واجهة للمقر المذكور ، وهو ما جعل البعض يظن أن الأمر يتعلق بـ " مكتب اتصال إسرائيلي " قد تم افتتاحه بالمدينة - يُعلق أحد الظرفاء - ، وحتى لا نكون مجحفين بحق حزب " التراكتور" ، فالطرائف بالمدينة لم تقتصر على الاحزاب فقط وإنما شملت حتى بعض الفئات الاخرى من المجتمع لسيما "هواة المرقة واللًمقة " والذين لوحظ تقاطرهم بكثافة على شارع الحسن الثاني هذه الأيام،ومنهم من هجر أهله وحومته و أصبح يرابض هناك ليل نهار لا شغل ولا مشغلة له غير احتساء كؤوس الشاي والتهام الحلوى المعجونة بعجلات الجَرّار.
حين ولجت مقر الحزب أمس الأربعاء ، بغرض الوقوف على طبيعة استعدادات حزب صديق الملك، طلبت من إدارة الحملة تزويدي بــ " البرنامج الوطني والمحلي للحزب " قصد الإطلاع عليهما ، لكنهم أخبروني بأنهما لا يزالا قيد الطبع وطلبوا مني أن أعود في ليوم الموالي ، وقد كانوا غاية في اللباقة و الأدب..إنها الانتخابات إذن ، فهكذا تعودنا نحن المغاربة لا نوَاجه باللباقة و الابتسامة سوى من الانتخابات إلى الانتخابات.

متابعة : تقي الدين تاجي

الأربعاء، 1 يوليو 2009

مديتل تنصب على المواطنين : " لابس العشرة غير هضرة "


استفحل النصب على المواطنين بالمغرب بالآونة الأخيرة إلى درجة أنه لم يعد يقتصر فقط على نصب المواطنين على بعضهم البعض أو نصب من هم في دهاليز المؤسسات الرسمية للدولة على المواطنين ، بل تعداه ليشمل حتى الشركات والمؤسسات الخاصة، ولخير دليل على ذلك عملية النصب التي قامت بها شركة الاتصالات ميدتيل تحت شعار "لابس العشرة ومبرع ف الهضرة " ليتضح للمواطن البسيط الذي صدق للحظة انه ممكن أن يتبرع ولو رمزياً أن كل ذلك كان مجرد هضرة في هضرة .
فهاته الشركة التي قامت بإطلاق هذا العرض ربما لم تقم بدراسته جيدا من جميع النواحي وبالشكل المطلوب ، فبعد أن أعلنوا عبر كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن عرضهم القاضي بأن كل من يعبئ تعبئة توازي أو تفوق 30 درهما يستفيد من حصة مكالمات لمدة عشر ساعات إبتداءً من الساعة العاشرة ليلا والى حدود الثامنة صباحاً طيلة خمسة أيام وأن العرض هذا صالح ويمتد الى غاية 31-03-2009، عادوا ليتراجعوا خلسة كنصاب محترف ودون سابق إنذار ليتفاجئ المواطن البسيط الذي سيعبئ 30 درهما بدءاً من تاريخ 17-02-2009 أن هذا العرض لا وجود له وأن كل ما طبلت له مديتيل من كذب كان "مجرد هضرة خاوية برعتبها مسامعه " ، ليتحول وفي رمشة عين شرط الاستفادة من العشر ساعات هو تعبئة توازي أو تفوق 50 درهما على شكل دفعة واحدة عوض 30 درهما ، متناسية هاته الشركة أن ما قامت به يصنف قانونيا ضمن خانة النصب ، لأن رضى الطرف المتعاقد ( المواطن) مع الطرف الثاني (شركة ميدتيل (التي سطرت شكل العقد الذي يصنف ضمن عقود الإذعان كان على أساس ماجاءت به الشركة عند اطلاقها العرض أول مرة أي أنه قام بقبول التعاقد بناءاً على هذا التصور الغير الواقع، وهذا ما يُسمى بالغلط كعيب من عيوب الرضا الذي هو ركن أساس من أركان التعاقد ،والغلط كما يعرفه فقهاء القانون يتحقق نتيجة وهم يقوم في ذهن المتعاقد يصور له أمرأً علي غير حقيقته، فيبرم بناء على هذا الغلط، عقدا لم يكن ليبرمه لو علم بالحقيقة .
وأظن أن أي مواطن بسيط لم يكن ليغامر بـ 30 درهماً التي ربما تكون هي ما يجنيه ويحصله نتيجة عمله اليومي لو علم أنها سوف لن تخول له الاستفادة من العرض المذكور.وبالتالي فإن ما قامت به مدتيل هو توجيه إرادة المواطن بالضغط عليه نفسيا وحسيا وذلك عبر إعلانها عن عروض كاذبة ومعطيات زائفة وبالتالي قامت بالنصب على 30 مليون مغربي ، فاصبح بالتالي من حق كل من تعرض لهذا النصب مقاضاتها طبقاً للمساطر المعمول بها بتهم النصب والاحتيال مع نية توجيه إرادة مواطن لتحقيق أرباح مادية.
وما يؤكد كل هذا ان الشركة المعنية ورغم تراجعها عن العرض لم تقم لحد الساعة بسحب المطويات التي تتضمن شروط العرض الاول من وكالاتها ونقط بيعها مما يزيد من تأكيد فرضية النية المبيتة مع إقترانها بفعل سبق الإصرار على إلحاق الضرر بالمواطن.

السبت، 5 أبريل 2008

حول الحكم بتغريم المساء 600 مليون سنتيم

قرأت لـــكم
حول الحكم القضائي بتغريم جريدة المساء 600 مليون سنتيم
محمد الساسي : لا يمكن للقاضي التذرع بالسلطة التقديرية التي خوله إياها القانون، للحكم بأي تعويض أراد..


يوم الثلاثاء 25 مارس 2008، أصدرت المحكمة الابتدائية بالرباط حكما يقضي بعقوبة الغرامة في حق رشيد نيني مدير جريدة «المساء»، ويبلغ مقدار تلك الغرامة 120 ألف درهم، وبتعويض مدني قدره ستة ملايين درهم لفائدة النواب الأربعة لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير، باعتبارهم ضحايا «القذف والسب العلني»، بناء على الشكاية التي رفعها كل واحد منهم في أعقاب مقال نشر بالجريدة المذكورة يفيد بتوفرها على قائمة بأسماء شبكة من الشواذ جنسيا يوجد ضمنها نائب لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير. اعتبر جميع نواب الملك بالمحكمة المذكورة أنهم تضرروا معنويا مما نشر بـ «المساء»، وطالبوا بتعويض مدني يفوق القدر المحكوم به، ومتعتهم محكمة العاصمة بالحق في المبلغ المشار إليه أعلاه. مع العلم أن الجريدة كانت في وقت سابق على صدور الحكم قد نشرت اعتذارًا عن مضمون المادة الصادرة موضوع الدعوى، وأن ما نشر أصلاً لا يشير إلى أي نائب بالاسم. ليس هناك جريدة في العالم لا تخطئ، فحتى كبريات الجرائد العالمية تضطر أحيانًا إلى الاعتذار لقرائها بسبب نشر أخبار أو مقالات تتضمن أخطاء أو إساءة إلى أشخاص أو مؤسسات أو وقائع غير دقيقة. فبالرغم من التقيد بالأصول المعروفة للتحري والبحث، فإن ظروفًا خاصة قد توجه الصحفي وجهة خاطئة، كأن يشيع بين الناس خبر غير صحيح تتناقله الألسن ويؤكده أكثر من مصدر بمواصفات متطابقة، فيجد الصحفي نفسه أحيانا منقادا إلى تكوين قناعة بأن ما وصله من معلومات يقوم على أساس كاف من الصحة. كما أن من حق أي إنسان اللجوء إلى المحاكم طلبا للانتصاف، متى أحس بأن ما نشر بهذه الجريدة أو تلك قد أساء إليه ومس بسمعته أو شرفه. لكن خبر الحكم هكذا بستمائة مليون سنتيم كتعويض يبدو للوهلة الأولى غير قابل للتصديق، وقد يتبادر إلى ذهن من يتلقاه أنه مجرد مزحة. فكيف تستطيع محكمة مغربية وهي تقدر «الضرر المعنوي» الناجم عن مادة منشورة بجريدة، أن تعتبره موجبًا لإلزام الجريدة بدفع المبلغ المذكور بالتمام والكمال. صحيح أن ظهير 2 أكتوبر 1984 المتعلق بتعويض المصابين في حوادث السير قد وضع شبكة حسابية لتحديد مقادير التعويض أخذًا بعين الاعتبار سن ومورد المصاب، وفي ماعدا ذلك، فإن التعويضات المدنية المحكوم بها «يجب أن تحقق للمتضرر تعويضا كاملاً عن الضرر الشخصي الحال المحقق الذي أصابه مباشرة من الجريمة». وصحيح أن المحكمة تستقل بتقدير التعويض بدون أن يمارس عليها المجلس الأعلى رقابة في ذلك. إلا أن هذا التقدير يُبنى على ثبوت الجريمة وتأكد المحكمة من حجم الأضرار الناجمة عنها. فعلى القاضي أن يحدد التعويض بشكل مطابق للضرر، وإذا كان هذا الأخير معنويا فليس من شأن التعويض إرجاع الحالة إلى الوضع السابق عن حصول الجرم، أي منح المضرور إمكانية استدراك ما ضاع منه، بل إن التعويض عن الضرر المعنوي يرمي فقط إلى التخفيف عن المضرور وإعطائه كسبا يناسب درجة الألم الذي أحس به. إلا أن القاضي، من الناحية المنطقية على الأقل، لا يمكن له التذرع بالسلطة التقديرية التي خوله إياها القانون، للحكم بأي تعويض أراد. يجب أن يكون الحكم الصادر قادرًا على إقناع عموم الناس بتطابق مقدار التعويض لمقدار الضرر وعلى استدراجنا لاستساغته وتقبله. هل يمكن للقاضي أن يسجل سابقة، ويأتي بحكم يجده الناس غريبا ويخلف وقعا مدويا دون أن يقدم عناصر إقناع استثنائية بصنيعه؟ هل يمكن للقاضي أن يفاجئنا بما لم نتوقعه ويتخيل «الضرر» و»التعويض عن الضرر» بطريقة لا يكون أي منا قادرًا على تمثلها، لمجرد أن القانون خوله سلطة التقدير. طبعًا من حق أي شخص «أن يعتبر أن شرفه وسمعته يساويان ما يتجاوز مئات الملايين»، وأن يطالب قضائيًا بذلك. ولكن القاضي إذا قرر أن يسايره وحده -مهما علا شأنه- دون غيره، وأن يقضي له بما لا يقضي به عادة لغيره، فإن هذا «المستجد» طبعا يفتح باب القراءة السياسية على مصراعيه، خاصة إذا كان نشر المادة التي خلفت الضرر، قد أعقبه اعتذار عن النشر، والاعتذار طبعًا من شأنه أن يحد من أثر ما نشر في بداية الأمر، ويظهر ربما أن القاضي لم يحفل بالاعتذار ولم يعره أي اهتمام. لقد تصرف القاضي عمليا كأن الاعتذار لم يتم، بينما كان عليه في نظرنا مراعاة ذلك، واستخلاص حسن نية الصحفي الذي كان لا يعلم بعدم صحة المعطيات التي أوردها بحكم انعدام أية قرائن تفيد بوجود عداوة سابقة بين الصحفي والمتضرر أو المتضررين. وحتى في الدول الغنية التي يفوق فيها دخل المواطن هناك عدة مرات دخل المواطن المغربي، لا نعثر فيها عادة على أحكام قضائية بتعويض المتضررين معنويا عما ينشر في الصحافة، بهذا القدر الضخم من الأموال. هل القاضي المغربي يعيش في جزيرة معزولة، هل يجهل أن القدر المحكوم به يساوي آلاف المرات الحد الأدنى للأجر في بلده؟ وأن ما تحكم به المحاكم يوميًا لفائدة أرامل ويتامى كتعويضات عن الأضرار المعنوية الجسيمة التي لحقتهم وغيرت أحيانا مجرى حياتهم جذريا لا علاقة له إطلاقًا بما حكم به ضد «المساء»؟ هل دور التعويض عن الضرر المعنوي هو أن يجد فيه المتضرر بعض العزاء أم أن ينقله فجأة إلى مصاف الأغنياء، ويمكنه من اقتناء العمارات وتأسيس الشركات وفتح باب الاستثمارات الاقتصادية، على حساب صحفي نشر خبرًا واعتذر. لقد وجد الكثير من المواطنين اليوم في مقاضاة الجرائد وسيلة جديدة للبحث عن مداخيل، وأنتج هذا الوضع بعض الطرائف التي رواها مثلا نور الدين مفتاح مدير «الأيام»، فمجرد ظهور أحد الأشخاص في خلفية صورة منشورة أصبح سببا لادعاء حصول ضرر معنوي من النشر. وقد يعتبر يوما كل من تظهر صورته في جريدة، في إطار تغطية أي حدث، أن من حقه أن يتلقى تعويضًا عن ذلك، مثل أي مشارك في تمثيل مشهد لفيلم سينمائي! وعلى الصحفيين غدًا، أن يحذروا ممن سيقدمون أنفسهم كمصادر خبر، وهم في حقيقة الأمر يفسحون السبيل لأشخاص آخرين باتفاق معهم، لرفع دعاوى المطالبة بتعويضات عن أضرار ناجمة عن النشر. هل الحكم بستمائة مليون سنتيم ابتدائيا هو مجرد مقدمة لتسويغ حكم استئنافي حتى ولو كان قاسيا هو الآخر، مادام سيخفض المبلغ إلى النصف أو الثلث، فيظهر الحكم الثاني كما لو كان رحيمًا. إن أخطر ما ينطوي عليه الحكم الصادر ضد «المساء»، وكما أشارت إلى ذلك الكثير من التعليقات التي تناولته، هو أنه ينتقل عمليًا من تأمين حق الأغيار في جبر الضرر، وهو الحق المكرس قانونيا والذي لا جدال فيه، إلى تهديد مؤسسة إعلامية كاملة بالزوال و«إعدامها»، وبالتالي توقيع مس جسيم بالحق في التعبير والنشر وممارسة الصحافة. هل من المنطقي أن ننهي حياة أول جريدة في المغرب لمجرد أنها صرحت بأن أحد نواب الملك بمدينة معينة، لم تعينه بالاسم، يوجد ضمن قائمة الشاذين جنسيا بالمدينة المذكورة ثم اعتذرت؟ إن تعويض المتضررين لا يمر حتمًا عبر تهديد وجود الصحف برمته والحكم بما يشبه إغلاق المقاولات الصحفية المغربية الفتية. فعندما يصبح أداء التعويضات والغرامات المحكوم بها متعذرا أو شبه متعذر، وعلى هذا القدر المهول من الفداحة، فإن استمرار المؤسسة الإعلامية يصبح مشكوكا فيه أو غير ممكن بالمرة، فتضار من ذلك الديمقراطية التي لا تقوم دون وجود إعلام تعددي ودون احترام للحق في تعدد المنابر والتجارب الصحفية والحق في الاختلاف. هل هناك جريدة واحدة في المغرب، يمكن أن تتحمل الحكم عليها بـ600 مليون سنتيم دون أن يتأثر سيرها العادي بصورة كاملة من ذلك ودون أن توضع على مشارف الإفلاس أو الانهيار؟ هل يمثل الحكم الصادر ضد «المساء» رسالة تضامن للقضاة مع بعضهم البعض وتعبيرًا عن إرادة الدفاع عن المهنة؟ إن كل أسلاك المهن يمكن أن تتبلور داخلها حمية مهنية ورغبة في إسماع صوتها وأن تنسج بين أعضائها شبكة وسائل لممارسة ضغط عام في المجتمع خدمة لمطالب ومصالح أعضائها. ولكن ذلك يجب أن يجري على وجه مشروع ومستساغ، ودون شطط أو تعسف على مهن أخرىـ أو رغبة في استخلاص حصانة عامة ضد النقد. لقد تناولت جريدة «المساء» قضية الفساد داخل بعض أوساط القضاء، وذلك من خلال عدة ملفات، كان من أبرزها ملف رقية أبوعالي وملف أصحاب رسالة إلى التاريخ. فهل الجريدة اليوم مطالبة بأداء ثمن هذا التوجه الإعلامي؟ وهل يشعر بعض القضاة بأن لهم الحق في الانتفاض على طريقتهم للدفاع عن سمعة مهنتهم التي يمكن أن تكون بعض الأقلام الصحفية قد لطختها زورًا وبهتانا؟ من الممكن أن تكون هناك علاقة ما بين محنة «المساء» اليوم، وما سبق أن نشرته عن وضع القضاء في المغرب، ومن الممكن أن تتدخل اعتبارات الزمالة والتضامن المهني في مثل هذه الحالات، ولكن ذلك ليس هو العنصر الوحيد المحدد والحاسم في قضية «المساء» في نظرنا، بل إنه في أقصى الأحوال ليس إلا عنصرا مضافا إلى ما هو أهم من ذلك، وهو ظهور نزعة بارزة للتشدد في مواجهة صحف بعينها. إننا في مواجهة مسار عام، ولا يتعلق الأمر بحوادث سير عارضة. وهذا المسار طبعا قابل للمقاومة إذا حقق ضحاياه شروط التضامن المطلوب ومدوا جسور التفاعل مع المجتمع المدني وعموم المواطنين. في كتاب «الصحافة أمام القضاء» الذي أعده الأستاذ عبد العزيز النويضي نقرأ بالصفحة 46 ما يلي: «كانت هناك دعاوى بالقذف يستبعد أنها تمت بتحريك من السلطات لأنها شكلت فعلاً قذفا في حق أشخاص (ثورية الجعيدي)، غير أن قساوة الأحكام وتفاوتها (الحكم على Tel quel كان قاسيا في قضية القذف ضد ثريا الجعيدي مقارنة مع الصحف الأخرى لنفس التهمة سنة 2005) تبعث على الاعتقاد أن هناك تدخلا لردع بعض الصحف وإرسال إنذارات قوية إليها». في 2005، صدر حكم بالتعويض على جريدة «تيل كيل» في قضية حليمة العسالي مقداره مائة مليون سنتيم، وفي 2006 صدر حكم بالتعويض ضد لوجورنال في قضية إبداء رأي بصدد تقرير لمركز أوروبي استشاري مقداره 300 مليون سنتيم، واليوم في 2008 يصدر حكم بالتعويض ضد «المساء» مقداره 600 مليون سنتيم، وما بين تلك الأحكام صدرت أحكام أخرى بتعويضات أقل. لكن المهم هو أننا بمرور السنوات نسجل تحطيم أرقام قياسية. ولا ندري إلى أي مدى سيصل «السلم المتحرك للتعويضات». نحن هنا أمام وسيلة أثبتت نجاعتها، فبوبكر الجامعي اضطر إلى مغادرة المغرب مثلاً، والحكومة تطالبنا باحترام أحكام القضاء واحترام استقلال القضاء، بينما تقدم يوميًا ما يكفي من الإشارات على تضايقها من وجود جيل جديد من الصحف، ولا أدل على ذلك من الخطاب الحكومي حول طريقة تعامل جزء كبير من الصحافة المستقلة مع ملف شبــكة بلعيرج. هناك لعبة ألفناها في المغرب، وتقوم على نوع من التطرف الغريب: فعندما نطالب بتحرير الصحفيين من شبح العقوبات السالبة للحرية، يُصار إلى الحكم عليهم بتعويضات مغالية لا يتقبلها العقل، وعندما تتكرر المطالبات بتوفير الأمن في شوارعنا يُصار إلى الدوس على حقوق الإنسان وحشر المارة في الكوميساريات. إنها إرادة التشدد تتخذ لها في كل مرة لبوسا معينا، وتريد أن تمنعنا من تحقيق التراكم المطلوب. عندما يتم اللجوء إلى الحكم بتعويضات غير واقعية وغير متناسبة مع الضرر، وتوقع مثل هذه الأحكام على جرائد دون أخرى وفي ذات القضايا والملفات، وعندما نفاجأ بسوابق جديدة تحطم الرقم القياسي الوطني في التعويض عن الضرر المعنوي وتتزايد بتزايد حدة النقد وجرأة المعالجة الصحفية، وعندما تهدد الأحكام وجود المؤسسات الصحفية وتضعها وجها لوجه أمام الموت وتصبح أشبه بصك إعدام، فمن منا يصدق أن كل هذا عاد تماما وأنه ليس وراء الأكمة ما وراءها. إن البعض ربما يريد مغربا بدون صحافة مستقلة، ويفضل أن يطارد بعض المنابر والأقلام ليتحقق له «سلم صحفي»، حتى يتفرغ لتدبير ملفات البلاد والعباد بكل راحة بال. وهناك من يعتبر أن طعم الصباح المغربي بغياب «المساء» ومثيلاتها سيكون حلوا، وطعم الصباح المغربي بوجود «المساء» ومثيلاتها هو مر، ولهذا يبتدع جيلا جديدا من الوسائل لمواجهة جيل جديد من الصحافة. وإذا كان يقال إن للقاضي سلطة تقدير التعويضات عن الضرر المعنوي بدون سقف، فإن للرأي العام سلطته أيضا. فهو أشبه بقاض أكبر ولا معقب على سلطته. ومن لم يدرك الطابع النوعي للتضامن الذي انطلق تلقائيا مع «المساء»، فإنه يجهل بكل تأكيد التغييرات التي حدثت وتحدث على مستوى وسائل الرأي العام في التعبير عن نفسه وعن وجوده.