الاثنين، 6 يوليو 2009

السّعار الانتخابي يشتد عشية يوم الاقتراع



الصور بعدسة: ت. ت / خاص

عشية يوم الاقتراع : الأحزاب المغربية تنهي حملاتها بخرق واحد من أهم البنود ضمن برامجها

ساعات قليلة عن نهاية الحملة الانتخابية ، أبت أحزابنا المغربية إلا أن تستعر كوحش جانح ، مجندة ً كل وسائلها المشروعة وغير المشروعة ، لاجل الظفر بالسرعة النهائية ، وعلى قول المثل ففي الحب والحرب والانتخابات كل شي مباح ، و إذا ضفرت بعدوك أو محبوبك حينها فقط بامكانك أن ترتاح ، وتنعم بالنوم الهادئ من الليل حتى الصباح ، وهكذا نجد أن كل الاحزاب التي تغنت طوال العشرة ايام او يزيد ، وتشدقت على المواطن المغربي بحرصها على البيئة و إيلائها اياها الاهمية المركزية ضمن برامجها لما لها من علاقة مباشرة بالمواطن وصحته .
هي ذاتها - الاحزاب - تعود و في آخر رمق من حياة الحملة لتساهم في تلويث شوارع المدن والدوائر التي تسعى الى تمثيلها والدفاع على مصالحها ، و التي ما فتئت تُمني ناخبيها وساكنتها بالنظافة والسكينة ، فإذا كان الحرص على البيئة وعلى النظافة بشكل اخص يعد أهم المظاهر التي تُقاس بها حضارات الشعوب والامم و الدليل القويم على صحة وعافية المجتمع ، فإن كل هذا الجيش العرمرم من المرشحين و كل هذا الكم الهائل من الاحزاب قد أكدوا عشية يوم الاقتراع ، على قمة همجيتهم وبربريتهم .فبدءاً بازعاج راحة المواطنين بمنبهات سياراتهم الفارهة التي جابوا بها شوارع مختلف المدن والدوائر وكدا استنجادهم بالمجموعات الموسيقية الشعبية وما الى غير ذلك من استعمال لمكبرات الصوت ، مروراً بإلقاء قاذوراتهم الانتخابية والدعائية ، كانت بصدق أحزابنا قد ابتدأت أجرأة خطاباتها بخرق أول لأهم بنود برامجها المُستهلكة ، وبتجاوز سافر لكل ما جاءت به نظريات و مختلف مدارس العقد الاجتماعي ، التي جعلت من ضمن اولويات التعاقد بين الجماعة والفرد حرص هذا الاخير على حماية مصالح الفئة الكبرى التي تمنحه ثقتها ،وتوليه مهمة السهر على أمورها .

قد يرى البعض مبالغة في حديثنا عن مخلفات استعار احزابنا بآخر ساعات الحملة ، لكن ولا شك ان الاندهاش سيزول لدى البعض ، او ربما يزيد لدى البعض الآخر ، اذا ما علموا انه تبث علمياً أن اختلاط الورق مع النفايات الأخرى وبوجود الرطوبة العالية اوالحرارة يؤدي الى تحوله الى مصدرا لتكاثر البعوض والحشرات ، وأن حرق النفايات الورقية يتسبب في تلويث الهواء ويشكل خطرا على البيئة وعلى الممتلكات من امتداد الحرائق إليها ، ضف على ذلك أن عدم الاستفادة من النفايات الورقية ينتج عنه غاز الميثان الذي له أضرار على الصحة والبيئة (ظاهرة الاحتباس الحراري)، وطبعا النتيجة المباشرة و الآنية ستكون ولا شك إعدام الشعور بالحس البيئي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع ، و إضافة باعث جديد لشريحة المقاطعين ليكون سبباً كافيا لعدم توجههم( الجمعة ) نحو صناديق الاقتراع.

وفيما يلي نماذج (من شوارع القنيطرة ) لحالة السعار التي اصابت الاحزاب المغربية عشية يوم الاقتراع ، تصوير ت.ت / خاص

ـــــــ
تغطية ، متابعة ، تحرير وتصوير : تقي الدين تاجي

هناك تعليق واحد:

betterwithus يقول...

ما أروع عودتك يا زميلي وأخي الرقيق عبد الرحمن..مرحبا بك بعد غياب، وهنيئا لأنك بهذا الإدراج الراقي عدت من الباب الواسع ولم تعد من النافدة
مع تحيات مريم التيجي