الاثنين، 6 يوليو 2009

حديث الانتخابات..



في الصورة مساندون لمرشح التراكتور ببنجرير وفي الخلف لافتة تضم صورة صديق الملك


انطلق العد التنازلي لانتهاء الحملة الانتخابية ، وانطلقت معه حمى الدعايات الحزبية للظفر بأصوات الناخبين ، وطبعا كل شيء جائز ومباح لأجل ذلك ، من استغلال للدين والنفوذ ، إلى استعمال للمال والطاجن او حتى السحر والشعوذة.

الإسلاميون والمحافظون..يتفوقون على حماة الحداثة إفتراضياً

الواضح أنه لا يوجد بين كل هذا الزخم الهائل من الأحزاب اليسارية والتقدمية من يستطيع أن يقود حملة انتخابية على الانترنت باسم حزبه ، بموزاة مع الحملة الاعتيادية على ارض الواقع والتي تتساوى فيها كل الاحزاب طبعا، ويبقى
حزب المصباح رائدا بامتياز في إدارة الحملات الإلكترونية ، فبزيارة سريعة للموقع الرسمي للحزب على الانترنت يمكن لأي كان ان يكتشف وبأقل جهد منه أن هناك فريقا خاصا منكب على إدارة الحملة الانتخابية هناك ، وشغله الشاغل تحيين المعطيات ، والتعريف بالمشرحين وكلاء اللوائح .
وعلى يسار الموقع يطالعك البرنامج الحزبي وكدا حصيلة ست سنوات من تدبير الحزب للشأن المحلي بالمدن التي أشرف عليها مرشحوه السابقون ، بالإضافة الى نشرة يومية بمناسبة الحملة ، ويأتي بالمرتبة الثانية إلى جانب العدالة والتنمية ، حزب الوزير الأول عباس الفاسي وإن بنسبة اقل بيد أن الزائر يستطيع على الأقل التعرف على رمز الميزان المخصص للحزب، والتعرف على طريقة التصويت عبر وضع علامة ، كما توضح ذلك للزائر نافذة فجائية تباغت كل من يلج
الموقع ، أما باقي مواقع الأحزاب الأخرى فيبدو انها غير معنية باستعمال التقنيات الحديثة للعصر.
ف
موقع اصدقاء الوردة مثلا يرحب بك باعتذار لعدم تحيينه بالأيام الأخيرة ، و رفاق مجاهد اكتفوا ببلاغات وبيانات من الأرشيف لتحل مكان صفحة الترحيب بالموقع الذي يبدو تصميمه بدائيا مقارنة بمواقع الأحزاب الإسلامية ، وهناك أيضا حزب التراكتور الذي دشن موقعاً إلكترونيا لا باس به بمناسبة الحملة الانتخابية ويمكّن الزائر ان يختار بين لغتين للتصفح العربية اوالفرنسية.

وكلاء اللوائح: بلطجة بلا حدود !!

يبدو أنها اصبحت موضة هذه الايام ان تستعين بعض الاحزاب في حملاتها الانتخابية بالإضافة الى النكافات والطيابات ، بوجوه اخرى خاصة منها تلك ذات السوابق في عالم الإجرام ، والبلطجة ، وذلك لإرهاب كل من قد يعتبرونه جاسوسا عليهم او عدوا انتخابيا ، فيوم أمس وبينما كنت اقوم بتغطية لإحدى المهرجانات الخطابية الغير الرسمية لأحدى الأحزاب الذي تتخذ الصطافيط رمزا لها ،فإذا بي افاجئ بشخص - كان يبدو ان شفرة الحلاقة قد فعلت ما فعلته بوجهه - يخاطبي : " غادي تمشي تقـ.. من هنا ولا نهرس لدين مك ديك الكاميرا على راسك".

المرشح شفار واللي كيصوت عليه حمار !

يلزم الاحزاب السياسية بالمغرب ملايين السنوات الضوئية لإقناع المواطن المغربي بجدوى الإنتخابات ودفعه الى المشاركة فيها ، لأنه يبدو أن هناك شبه اجماع من قبل المغاربة على تشفاريت كل هؤلاء المرشحين الذين يوزعون صورهم ذات اليمين وذات الشمال ، بالموازاة مع توزيعهم لاوراق اخرى غير الاوراق الدعائية لشراء الذمم ، وبلوغ القمم، وهكذا فلسان حال المغربي هذه الايام لا يفتأ يردد : " المرشح شفار..واللي كيصوت عليه حمار" .

استغلال الدين : شعارالدولة ..وكل الأحزاب بلا إستثناء

لم يعد يقتصر الامر كما السابق فيما يخص استغلال الدين بالحملات الانتخابية على الأحزاب المسماة إسلامية وفقط، بل تعداه ليشمل كل المتداخلين بالعملية ككل ، فبدءاً بالدولة التي دأبت على اختيار يوم الجمعة منذ سنة 2002 ليكون يوماً للاقتراع و لتوجه الناخبين الى مكاتب التصويت ، ولعل ذلك ليس من قبيل الصدفة خصوصا اذا استحضرنا ما لخطبة الجمعة من تاثير على المواطنين ، و كدا الكيفية التي تفرض بها الوزارة الوصية موضوع الخطبة على خطباء المنابر عبر كل ربوع المملكة ، مرورا ببعض الأحزاب المحسوبة على الصف الديمقراطي/التقدمي ، كحزب التقدم والاشتراكية دو الامتداد الشيوعي الذي اختار سيدة منقبة لتكون وكيلة للائحته بجماعة سيدي الطيبي - اقليم القنيطرة ، هدا دون ان نغفل الاشارة الى بعض المرشحين اليساريين الذين بدؤوا يرتادون المساجد فجأة ايام الحملة حتى ولو من غير وضوء - يعلق أحد المتابعين - ، وطبعا يبقى اخوان بنكيران النامبر وان، فيما يتعلق باستغلال الدين في سبيل المقعد الانتخابي ، كحال داك النقابي بالاتحاد الوطني للشغل والمنتمي الى الحزب المذكور الذي التف حوله مجموعة من المواطنين وهو يشرح لهم كيف ان شعار حزبه مذكور بالقرآن وان التصويت له شعبة من شعب الايمان ، مرددا تلك الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى : " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ " .

المدونون المغاربة والانتخابات

لم يفت المدونين المغاربة على الانترنت ان يدلوا بآرائهم وهم يتابعون تفاصيل هاته الحملة الانتخابية ، فالمدون مولاي عمر صاحب
مدونة أطلس المغرب كتب يقول : " حديث الموسم هذه المرة بطله الهمة ورفاقه و الامتياز الذي يتمتعون به ، و من تابع تصريح الوزير الأول خلال رده على قرار التراكتوقراطيين (حزب الهمة) بالخروج من الأغلبية الحكومية إلى صفوف المعارضة، يتأكد أن هذا الحزب يحظى بعناية خاصة و بدعم حكومي مطلق في شخص القضاء، هذا الأخير الذي أرضى حزب الأصالة و المعاصرة على حساب بقية الأحزاب الأخرى، من خلال إعفائه من تطبيق الفصل الخامس من قانون الأحزاب " ، والمدون ميمون ام العيد صاحب مدونة مواطن فشي شكل علق متسائلاً : "عن أي ديمقرطية يتحدثون.أتعرف .. حتى في البلدان الراسخة في الديمقرطية تشتري الشركات حصصا في الأحزاب السياسية و تستأجر سياسيين للدفاع عن مصالحها ( الشركات).
أما في الدول المتخلفة فحدث ولا حرج ، اما آخر فقد علق ساخرا : صدق أو لا تصدق ولكنها حقيقة واقعة شاهدتها بأم عيني - ولو كنت أمتلك آلة تصوير أو جهاز موبايل من النوع المتطور بفيديو لالتقاط حديث وصور "المورا – الشحين" جمع " مورا – الشيح والريح " لصورتهم جموعا ومثنى ورباعا وفرادى ولكني لا أمتلك غير (صرصور في جيبي )..فمدينة بولمان الصغيرة التي لاتتعدى مساحتها بضعة امتار فاقت جميع القياسات والتوقعات، وتوزيعهم "لكارتات" ملونة ذات طباعة شبه انيقة تحوي أسماء احزابهم ، تحولت إلى لعبة للأطفال يلعبونها في الأزقة بديلا للعبة التي نلعبها عندما كنا صغارا والتي يتذكرها الجميع عندما نلعب بصور الممثلين ونجوم السينما وإبطال أفلام الكابوي الأمريكية ، أو بعدها بصور لاعبي كرة القدم ونجوم الرياضة،فقد تحولت هذه "الكارتات "التي وزعها المرشحون والمرشحات ب"الكيلوات" إلى لعبة جميلة .
اما المدون المغربي
حمار كوم فقد عنون مقاله قائلا : انتخبوني وفوزوا بجوائز الطمبولا ..ثم اضاف لن أكذب عليكم ولن استعير فروة الثعلب لأقول لكم أن هدفي من الترشح هو خدمتكم و تحسين أوضاعكم والنهوض بمدنكم وقراكم المهمشة القابعة بالحضيض ، بل سأكون صريحا معكم حد السذاجة والغباء اللذان أتميز بهما ، ولن ابيعكم الوهم والسراب ، لأن هدفي الرئيسي الذي يقبع "مُقلزاً" على راس برنامجي الانتخابي هو خدمة نفسي بالدرجة الاولى وتحسين وضعيتي في السلم الاجتماعي والعمل على الترقي من مجرد حمار محكور إلى حصان اصيل ، وختم موضوعه بدعوة للناخبين بالتصويت بكثافة على رمز "الدحش مول الوذينات" .

الجنس اللطيف..والدعاية للمرشحين

بعد شركات الفوطات الصحية ، والشمبوانات ، وشفرات الحلاقة..يبدو انه قد جاء دور الاحزاب هذه المرة ليستعينوا ببنات حواء في اقناع المرشحين على التصويت لهم، ويبقى حزب الحركة الشعبية افضل مثال يمكن الحديث عنه بهذا الصدد ، فقد اختار مرشح رمز السنبلة بمدينة القنيطرة الاستنجاد بمجموعة حسناوات يطوفون عاصمة الغرب بمكياجاتهم وسراويل الدجينز الضيقة وقبعات الكاسطيط التي يتوسطها رمز حزب امحند العنصر ليوزعوا منشورات الحزب ، وطبعا لم يستطعن أن يسلمن من تحرشات البعض الذين لم يكن لهم ان يفوتوا فرصة مثل هاته لاقتناص السّاطات - يُعلق احد الشبان بالمدينة.
ولا زال مسلسل "الحملة الانتخابية " مستمرا إلى غاية يوم الاقتراع ، الموافق الجمعة 12 يونيو 2009 ، والى حين هدا اليوم سيبقى الحديث عن انتخاباتنا المغربية حديثاً دو شجون،.. وشر البلية بمملكتنا الشريفة ما يضحك وما يبكي.


متابعة : تقي الدين تاجي

ليست هناك تعليقات: