الخميس، 24 يونيو 2010

شر البلية ما..








"أواكس" الجامعة..و"مْرود" الشارع

· بقلم تقي الدين تاجي

لدينا نحن المغاربة ميزة طريفة ننفرد بها بين شعوب العالم ، فإذا كان الأصل في الاشياء -على حد قول العرب القدامى-مُسمياتها ،فإن القاعدة ببلادنا تمشي على عكس ذلك ، ويبقى عنوانها البارز "تسمية الاشياء بغير مسمياتها " ،ضداً ونكاية في المناطقة الذين يرون في الاسماء أحد أهم بوابات الدخول إلى الذات, وعلمٌ أبعد من حدود العلم .

ولم يسلم من هذه الميزة بشر ولا جماد ، فبدءً من الاسماء النعتية كمثل بوكرش،اللوين ،الموسطاش،بونيف،الصفر،لبلق،..والتي اصبح يتداولها المغربي في تعاملاته اليومية دون ان يشكل له استعمالها ادنى حرج ، هناك الأسماء التشبيهية أيضا ، والتي إلتصقت بشكل أخص بمؤسسات الدولة وأفرادها ، لا سيما أفراد الجيش النضامي من مخازنية وعسكر و بوليس ، ..فاصبح العسكري الذي يوجد برتب متدنية يسمى" الدوزيام حلوف " وشخصياً حاولت البحث عن اصل هاته التسمية القدحية دون أن أوفق في الوصول لمصادر تتناول ذلك ، لكن يبقى التفسير الاقرب لها-وإن كنت شخصيا لا أميل إليه- هو ما ذكره لي احد المهتمين من كون الجنود المغاربة كانوا يتميزون في القدم بالشراسة والقوة فكان أن تم تشبيههم بالخنازير!؟ ، شخصياً أظن ان سبب التسمية غادي يكون ف الغالب راجع للاوضاع المزرية التي كان يعيشها الجندي المغربي والذي ينحدر في الغالب من أسر فقيرة ومعوزة ولربما كان اصلها الآية بسورة المائدة التي يقول فيها تعالى "..مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ.." ، المخزنية او القوات المساعدة ايضا لم يسلموا من تنابز اخوانهم المغاربة ، واذا كنا نجهل تحديدا اصل تلقيب العسكر بالحلاليف ، فإننا على الاقل نعلم اصل اطلاق لقب " المرودة" على افراد هذا الجهاز الذي شكل ما يشبه الشرطة بعصرنا الحالي ابان حقبة من الحقب بالمغرب ، فالمرودة كما لا يعرف الكثيرون هو اسم كان يطلق على الجراد ، وحينما تم احداث هاته القوات لاول مرة استعملها النظام لقمع الحركات الاحتجاجية بالقرى والمدن المغربية ، فكان افرادها حين يهبون بزيهم العسكري الاخضر اللون لقمع المواطنين ، كان هؤولاء يصيحون "المرود" هادو ، اي ذاك الجراد الذي ياتي على الاخضر واليابس ،هناك ايضاً "الأواكس" او الحرس الجامعي التابع للاستعلامات العامة بوزارة الداخلية ، و الذي تم احداثه مع بداية الثمانينات من القرن الماضي مباشرة بعد فشل المؤتمر السابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،وقد انحصرت مهمته لوقت لوقت طويل داخل الكليات في التجسس على الطلبة الناشطين سياسيا او نقابيا وسط مختلف الفصائل الطلابية ، مما دفع الطلبة الى اطلاق لقب الاواكس عليهم ، والمعروف عن الأواكس أنها طائرة تجسس امريكية الصنع مزودة باحدث الردارات وانظمة الانذار المبكر بالخطر ، وتحديد الاهداف بدقة متناهية.

و حتى وان كنا حاولنا اعطاء امثلة عن هذه الميزة الطريفة التي نتميز بها كمغاربة ، إلا اننا حتما لم نستطع الاحاطة بكل ذاك الكم الهائل من الالقاب والمسميات التي اصبح المغاربة يتداولونها بديلا عن المسميات الحقيقية او الرسمية .ويبقى التساؤل مطروحا هل فعلا الأمر يتعلق بميزة ام بهواية..ام انه شر البلية بلحمه ودمه ، و قد تجسد ساخراً..

ليست هناك تعليقات: