الأحد، 2 مارس 2008

أنا ، حبيبتي..و الجريدة

أنا ، حبيبتي..و الجريدة
في كل مرة ألتقي بها حبيبتي إلا وتدفعني مرغما لألقي بالجريدة التي أتأبطها تمظهرا و برستيجًا بأقرب حاوية للازبال ، لم اكن اعرف ما مشكلتها بالضبط مع الصُحف والجرائد ، فرغم اني عمدت الى تغيير عنوان الجريدة غير ما مرة ظنا مني انه قد يكون لها موقفا معينا من تلك التي كنت اواظب على إقتنائها لكن لا شيء تغير وظلت حبيبتي هي حبيبتي وبقيت على حالها ، انا اشتري الجرائد وهي تلقي بها في اول سلة للازبال نصادفها ، وفي احسن الاحوال تضعها بحقيبتها اليدوية الى حين نفترق ثم تخبرني لاحقا انها نكلت بها وبكل ما حوته من مواضيع كما العادة وان مصيرها كان هو المزبلة ، بآخر مرة إلتقينا سألتها مستفسرا بعد ان كانت قد احتجت على تأبطي مرة اخرى لاحدى الجرائد وثارت بوجهي كامراة يأست من توبة زوج سكير لا يكف عن مقارعة الخمر .."عوتاااني الجورنال ؟" ..فأعقبتُ مالكي ما عندكش مع الجورنال ؟ ، فكان ردها ان الجرائد المغربية لم تعد تصلح سوى لشطف زجاج البنايات وتنظيفها أو لف ثمار الموز في انتظار نضجها، وجدت في كلام حبيبتي الكثير من الحقيقة و الصواب ، كون أن الجرائد المغربية فعلا اصبحت كدلك بعد ان تحولت من وسلية اعلامية - توعوية ، الى فضاءات لتصفية الحسابات الشخصية بين الزملاء داخل الجسم الصحفي الواحد بعيدا عن اية مهنية ، وبعيدا عن روح المنافسة الشريفة ، فتحول عمود رشيد نيني من كتابات ساخرة تنتقد واقعا مغربيا مترديا ، تنتقد المسؤولين وصناع القرار وتسعى لايصال صوت من لا صوت لهم الى قناة للرد على اتهامات وشتائم تيل كيل ونيشان في حين تحولت الاحداث المغربية الى جريدة مهمتها الوحيدة تصيد اخطاء وفلتات بن كيران والزمزمي وباقي اخوان العثماني ونشر القصص البورنوغرافية السخيفة في مخاطبة فجة وفظة بالان نفسه لغرائز المراهقين ، أما مجلة نيشان فهي الاخرى لم تعد تغري احدا بمتابعتها رغم مراهنتها على الجانب الشعبوي فقد فشلت فشلا دريعا في عكس نبض الشارع المغربي رغم محاولتها التحدث بلسان المواطن المغربي البسيط خانتها دارجتها الركيكة و لم تسعف الساهرين عليها من المتفرنسين في الإنفلات من الرقيب اللغوي لانهم لم يضعوا بحسبانهم ان للعامية أيضا قواعد يجب الانضباط لها..وحتى العامية فيها و فيها..وعامية لحلاقي لا يمكن ان تصلح سوى للحلاقي..
أعدك حبيبتي أني لن أنفق فلسا آخرا بعد اليوم في اقتناء جريدة مغربية سخيفة فقد اكتشفت متأخرا أن معظمها صحف صفراء شاحب لونها "تقيئ" الناضرين.. بالرغم من بياض ورقها المحشو "بخَواءٍ خاوي" مطلي بسواد زئبقي يلتصق بيدك ما إن تحاول تقليب صفحاتها و إفتضاض بكارتها فيلوث ملابسك و يخلق لك "أزمة قميص" خصوصا اذا كنت على موعد مع حبيبتك..لذلك أعدك وأعد نفسي أني مند اليوم سوف أكتفي بقراءة عناوينها..وإختلاس النظر لما خُطَّ بصفحتها الاولى هازئا بها وهي مسجونة وراء شباك "السوشبريس" كعاهرة رصيف شمطاء لم تعد تغري أحدا ، غير آبه بما قد تحويه من أخبار أو كتابات أو سخافات..أو..أو..والمجد لحبيبتي دون غيرها.
رفيق الدرب

ليست هناك تعليقات: