الأحد، 2 مارس 2008

مملكة إنجلترا المغربية المسلمة

مغرب الأمس البعيد..سلسلة تاريخية بقلم رفيق الدرب
الحلقة الأولى : مملكة إنجلترا المغربية المسلمة

العنوان ليس طرفة لغرض التنكيت أو "ماركوتينغ بائس" لإثارة شهية القارئ لمطالعة محتوى النص على غرار ما تقوم به بعض الجرائد الصفراء ، مملكة إنجلترا المغربية المسلمة هي حقيقة تاريخية كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تتحقق ، إد تفيد وثيقة سرية لدى الأرشيف البريطاني ان ملك إنجلترا ((جوهن)) 1208 م بعث إلى الملك المغربي بسفارة تحمل رسالة يدعوه فيها إلى حماية ممتلكات التاج البريطاني في منطقة الإكيتين بجنوب فرنسا ، وطلبه هدا جاء عقب سماعه بفكرة مفادها قدرة الموحدين على إختراق الجبال ، وقد إستسلم الملك البريطاني عن طواعية وإختيار هو وسائر مملكته ووضع عرشها وكل ما يعود لها تحت رهن تصرف الملك الناصر يعقوب المنصور الموحدي ، بل أكثر من ذلك أراد أن يترك ديانته المسيحية ويعتنق الاسلام و شعبه كذلك.
وفي هذا السياق يقول المؤرخ المغربي د.عبد الهادي التازي (( لولا معركة العقاب لكانت إنجلترا اليوم مملكة داخل العالم الإسلامي ))
كان هذا مغرب عصر الموحدين 1130 - 2190 حين كان للمغرب هيبته و كانت كل دول المشرق العربي و معها دول أوروبا تطلب وده وتسعى لتمتين العلاقة معه طمعا في حمايته لها لما كان يمتلكه من ترسانة اسلحة يقام لها ألف حساب و اسطول بحري هائل منتشر على طول الأطلسي والمتوسطي..فشتان بين مغرب اليوم و مغرب الأمس ،نحن لسنا بصدد التباكي على ما قد فات وولى ولكن هي فقط دعوة لأجراء مقارنة بين المغربين من ناحية القوة والهيبة حيث المغرب اليوم أصبح هو الذي يسعى لتقديم ايات البيعة و الطاعة لإنجلترا و أمريكا وسائر الدول الغربية السائرة في فلكها ، و إسبانيا التي طوع ابن تاشفين المرابطي ملوكها وألحق شر هزيمة بألفونسو السادس ملك قشتالة الدي حوصر بمعركة الزلاقة هو وبقية جنده الدين لم يتبق منهم سوى ألفونسو و500 فارس أغلبهم مصابين من أصل مئة ألف كلهم قضوا على يد المغاربة عرب وبربر، قام من تبقى منهم بالهرب ولم يصل منهم إلى طليطلة سوى 100 فارس..اليوم لو كُتب لابن تاشفين المرابطي او المنصور الدهبي الموحدي أن يبعثا أحياءا بيننا من جديد لتحسرا اشد حسرة على الآلاف من احفادهما اللذين يحاولون يائسين كل يوم العبور خلسة الى الضفة الاخرى لكن عبثا يحاولون ويقضون مذلولين بين فكي القرش وبين الضفتين ، ولتحسرا أمر حسرة على سبتة ومليلية المدينتين المغربيتين الخاضعتيْن للاحتلال الإسباني واللتان عجزنا عن استردادهما و تحريرهما وهما فوق ترابنا الوطني..ولربما لو علم المنصور الموحدي ان المغرب يتنازع على الصحراء مع البوليساريو لجلس مسترخيا و ضحك ملئ شدقيه وهو الدي بلغت حدود المغرب ابان فترة حكمه الى تخوم تخوم تخوم إفريقيا وضم معها سائر دول المغرب العربي حاليا بما فيها الجزائر وتونس وليبيا عدا برقة وما يليها شرقا الى حدود مصر..وهو الدي رفض الولاء للخلافة العباسية بالمشرق و أعلن إمارة المؤمنين هاهنا ببلاد المغرب ..فأين مغرب اليوم من مغرب الأمس ، دولة عربية صغيرة اسمها الكويت وفي شخص برلمانها تساهم في الدفع وفي سابقة هي الاولى من نوعها بحكومة مغربية مُعّينة من طرف امير المؤمنين لمقاضاة جريدة مغربية وحجبها ومنعها من الاسواق بحجة الاساءة للاسلام..أين نحن اليوم من مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول واحترام سيادتها..هدا المبدأ الدي أقره ميثاق الأمم المتحدة..وقام بتطبيقه مغرب الموحدين قبل حتى انشاء عصبة الامم و بقرون عدة..
مغرب الأمس البعيد قوة وهيبة..ومغرب اليوم لا قوة ولا هيبة..
يتبع...
رفيق الدرب

ليست هناك تعليقات: