حين يُهان العلم الوطني بشكل رسمي

العلم الوطني المغربي
لواء أحمر يتوسطه نجم أخضر
أم خرقة مهترئة..تتخذ عدة ألوان فوق مؤسساتنا ؟

كلنا يعلم ان العلم الوطني هو رمز من رموز الأمة. يمثل وحدتها وإجماعها الوطني. يلتف حوله الجميع، علامة للنصر، ويستشهدون لرفعه بصرف النظر عن الدين والعرق والثقافة في المجتمعات المتعددة الملل والنحل والأعراق. يرفع في المحافل الدولية من مؤتمرات و ملتقيات رياضية ، و هناك من الناس من يضعه على شرفات بيوتاتهم ، و وتزين الأعلام الشوارع و الدكاكين بالاعياد الوطنية وغيرها من المناسبات،و يرفعه التلاميذ في طابور الصباح ويحييونه. ويغرزه الجند في الأراضي المحررة. رفعه -أيام زمان-ابن رباح الضرير في حرب المسلمين فلما قطعت يده التي تحمله مسكه باليد الأخرى. فلما قطعت ضمه بذراعيه دون يدين.
موضوع إدراجنا هد المرة هو عن العلم الوطني المغربي لواء أحمر تتوسطه نجمة خضراء..هدا العلم الذي انشدنا له بالمدرسة ونحن صغار ذاك النشيد الذي مطلعه "هذا علمي بلون دمي..أعتز به و بنجمته..وأعاهده أن روحي له "
وصادق البرلمان مؤخرا، وبالإجماع، على قانون يجرم إهانته.وحددت العقوبات في ثلاث سنوات حبسا. أما إذا اقترف الفعل في مكان عمومي أو في اجتماع أو تجمهر مثلا، فإن العقوبة هي خمس سنوات حبسا، كما يمكن تجريد الفاعل من بعض حقوقه ومنعه من الإقامة لعدة سنوات.
أنا شخصيا وإن كنت ضد مثل هكذا قوانين التي توضع لغاية في نفس يعقوب إلا أني يمكن أن أسجل أن هذا القانون لا يطبق سوى في حالات خاصة و محددة ، في حال اعتقال أشخاص يعبرون عن غضبهم بالدوس على العلم او بإحراقه مثلا ، أو في حال تقديم شكاية من طرف مدير مؤسسة لديه حسابات شخصية مع مرؤوس/استاذ ما يتهمه فيها برفضه الوقوف لتحية العلم و ترديد النشيد الوطني صبيحة يوم الاثنين ، أما باقي الحالات الأخرى فالقانون لا يطبق في حقها ابدا..ابدا ..ابدا
واعطي كمثال حال العلم الوطني المغربي فوق المؤسسات الرسمية الوطنية ، فهو اشبه ما يكون بخرقة مهترئة ، تتخذ عدة ألوان من الأصفر الى الوردي ثم البرتقالي فالأحمر الفاتح ، وهكذا ذواليك..ولا أحد يحرك ساكنا أو يحرك دعوى قضائية ضد هده المؤسسات بتهمة إهانة العلم الوطني بشكل علني و استفزازي و بواضحة النهار فليس هناك من إهانة في حقه أكثر من هذه..بل منتهى السخرية و الاستخفاف برمز من رموز الامة و الوطن و بشكل رسمي من طرف مؤسسات الدولة، وهي إهانة في حق المواطنين و للشعب المغربي أجمع ، فإذا كانت النجمة الخضراء هي الوطن أو الارض..فإن اللون الاحمر هو تلك الدماء الزكية الحمراء الفاقعة التي سيجت حدود الوطن..دماء أبناء الشعب المغربي ، الذين دافعوا عن الأرض و الوطن ،بالغالي والنفيس، لأجل الذوذ عنه وعن وحدته وسيادته.
للأسف صرنا نرى لون هده الدماء بأعلامنا الوطنية يتغير بحسب المناسبات مثل ذاك السلم العسكري الذي تقاس به درجة الـتأهب ، فيقال النظام الأمني بالدولة كدا رفع درجة التأهب الى اللون البرتقالي او الاصفر..او او او..الآن صرنا نرى اللون الذي من المفترض أن يكون أحمر يتخد طيلة السنة جميع الألوان إلا أن يكون كذلك، ما عدا بالاعياد الوطنية او الزيارات الرسمية للملك او احدى الشخصيات فقط حينها يستعيد لونه الأحمر و كأني بهم يقولون للشعب المغربي أنه أصبح لا يستحق وطنه إلا إذا خرج مصفقا ومهللا وصائحا للمخترقين بمواكبهم شوارع العوز والفقر الوطني..

رفيق الدرب