الأحد، 2 مارس 2008

رفيق الدرب يصرح: حرية التدوين واحترام الاختلاف تضمنه الحداثة كمرجعية تعاقدية

نص الحوار الدي كان اجراه معي الزميل الانوالي المتسكع ( محمد لعنيبي ) صاحب مدونة المشوار اليساري الأسبوع الماضي
رفيق الدرب يصرح:
التضامن كقيمة انسانية حاظر في صلب اهتمامنا كتجمع.
وكمدونين ولا يحتاج الى تصريح بالشرف


لتسليط الضوء على ملابسات مبادرة مشروع "تجمع المدونين المغاربة" وطموحات اعضائه.الذي يعيش مخاض الولادة . التقت مدونة المشوار اليساري "رفيق الدرب" عضو هيئة الاشراف . حاملة اليه بعض الاسئلة للتعرف على دواعي ومهام الوليد المرتقب .اجوبة رفيق الدرب المعبرة عن وجهة نظره حول مسار التجربة الناشئة.هي ما يقحمنا فيه اللقاء التالي
قطعتم خطواتكم الاولى نحو تاسيس اطار للمدونين المغاربة.سميتموه "تجمع المدونين المغاربة" فما هي اهدافكم
مبادرة تأسيس تجمع للمدونين المغاربة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الاخوات والاخوة المدونين.داخل مكتوب وخارجه .وهو ما يدفع الى الاعتزاز بكونها اصبحت مشروعا جماعيا لكل الاعضاء المنتسبين للمبادرة. ونطمح -في رايي- الى توحيد الجهود من اجل الاسهام في تطوير التدوين وتصليب عوده.ليغدو فعالية ثقافية / اعلامية ذات اثر ايجابي في المجتمع.وذلك من خلال الحرص على تحمل مسؤولية الوليد المنتظر لمهام تنشيط الفعل التدويني المغربي وتطويره . واعتقد ان التجمع يمكنه ان يشكل فضاءا تواصليا تسهم اليات عمله ومناخه التشجيعي في تحسين اداءنا كمدونين مغاربة.ليحتل التدوين حيزا يسمح له بالتاثير. وبمواكبة احلام المغاربة في التقدم والمواطنة والديموقراطية.هذه في اعتقادي هي ملامح مشروعنا كما بلورته مشاريع الاوراق والنقاشات التي لازالت جارية في سياق التحظير
يرى بعض المدونين بان مبادرتكم تمثل انقلابا على مشروع "اتحاد المدونين المغاربة" فلماذا انقلبتم على اصدقائكم السابقين في الاتحاد
ليس هناك أي انقلاب..كل ما في الامر ان التجربة السابقة طالها جمود وارتباك .دفعتنا -انا والزميلين ادريس الهبري ومولاي عمر- بعد تداول في الامر الى الدفع بمبادرة اقامة اطار جديد الى الامام
( اقاطعه) وما الذي منعكم من العمل على تجاوز الجمود الذي ذكرت
الجمود الذي حدث . طالما نبهنا الى الاعطاب والاسباب التي بدت لنا انها ستؤدي اليه . لكن للاسف وكأنه لا صوت لمن تنادي..وللحقيقة لقد كنت انا وزميلاي متحمسين لمشروع الاتحاد.فواكبنا ولادة الفكرة منذ انطلاقتها في لقاء الدار الكبيرة بالرباط.بيد ان احلامنا -لسوء الحظ- في اطار فعال يوحد مجهودات التدوين المغربي اندثرت.اذ فجاة اخدنا ندرك ان التحظير الجماعي للمشروع.بكل جدية ومسؤولية لا يحظى بالاهتمام اللازم. و برغم المجهود الدي قام به الزميل مولاي عمر الدي تطوع لاعداد مشاريع افكار لتنشيط خطوات الاعداد والتحظير للمشروع. فقد كان مصيرها اللاهتمام بل والاهمال ولم تأخد حقها من النقاش سيما وان المشرف على المدونة. كان في كل مرة يشتت اهتمام الاعضاء الى مواضيع هامشية لا علاقة لها بما كنا نسعى اليه ونعمل لاجله
و كنا قد نبهنا غير ما مرة -انا والاخوين عمر وادريس - من موقع الغيرة على الاتحاد الى ضرورة اعتماد العمل الجماعي لاشراك كل الاعضاء.من اجل الدفع بسيرورة التحظير الى الامام.دون جدوى.حيث تراكمت الاخطاء والنواقص لتتحول التجربة من مشروع مشترك نحس جميعا انه مشروعنا. الى ما يشبه مشروعا فرديا تغيب فيه اخلاقيات الاشتغال الجماعي المؤسس.ودون ان ادخل في اوجاع التفاصيل.فقد ادركنا حينها اننا امام خيارين..اما ان نحافظ على ارتباط بمشروع غدا "صوريا" يتجه الى الموت ببطء بسبب الاخطاء المتراكمة.واما ان نبادر الى اتخاذ خطوة تسهم في انبعاث حلم تجميع المدونين المغاربة.وبعد تداول عميق بيننا .تحملنا مسؤوليتنا في اقتراح فكرة مشروع التجمع.وهي الخطوة التي احتظنها الاخوة والاخوات بروح مسؤولية عالية نعتز بها. فتحولت خطوتنا الى خطوات جماعية .تسير الان في اتجاه توفير مناخ ولادة تجمع المدونين المغاربة
يرى البعض ان مبدا الحداثة كمبدا رئيسي ضمن شعار اطاركم بمثابة رسالة . تؤشر بوضوح الى ان المدونين الاسلاميين غير مرغوب فيهم.فما اسباب اقصائكم هذا لجزء من المدونين المغاربة
اولا- هذا ادعاء فيه كثير من التضخيم.فالدعوة المعلنة في راس مدونة تجمع المدونين المغاربة تؤكد بالواضح لا بالمرموز.بان التجمع مفتوح في وجه كل المغاربة .من المدونين والمدونات بمختلف اهتماماتهم و حساسياتهم الفكرية وكدا تشكيلاتهم المدهبية او دينية او العرقية.وبتعدد فضاءات تدوينهم..شعارنا "ندون لنكون معاً".اما الحداثة فلا اظن -على حد اعتقادي- انها تتناقض مع مبادئ وقيم ديننا الاسلامي .فالحداثة ليست كفرا بالدين.بل هي في جوهرها معانقة للعقلانية ودعوة للتنويروانتصار للديموقراطية.. ضد كل نزوع متطرف يغتال الحق في الابداع والحرية.فمشروعنا ليس حزبا او نقابة .انه -في تقديري الشخصي- فضاء جماعي ينبغي ان يحرص بالدرجة الاولى على ضمان حرية الابداع والتعبير.وعلى توفير مناخ يحترم التعدد والاختلاف.خارج اي وصاية .اللهم مسؤولية الالتزام بضوابط الابداع واخلاقيات الكتابة كما هي متعارف عليها .في حقوق الانسان الكونية.كعدم تكريس العنصرية الدينية والعرقية.وعدم الاستهزاء بمعتقدات الناس الدينية .وعدم توسل الشتم والسب ..هذه الرؤية المؤطرة لعملنا في التجمع- كما اتصورها- تستلزم التنصيص على احترام الاختلاف والحرية للاعضاء.وهو الامر الذي يضمنه مبدا الحداثة كمرجعية تعاقدية ناظمة لتعاوننا.
وهنا اود اثارة الانتباه الى ان الاوراق والشعار ليست نصوصا مقدسة .بل هي تحديدا مشاريع قابلة للاغناء والتطوير بل التعديل حتى
يلاحظ ان كلمة "التضامن" وطنيا وقوميا غائبة في مشاريع اوراقكم وفي سيرورة نقاشاتكم الاعدادية.ما اسباب ذلك يا ترى
ما ورد في سؤالك غير صحيح.فقيمة التضامن حاظرة فعليا ومتجسدة عمليا في مشروع تجمع المدونين.اذ المشروع في ذاته يحيل الى التضامن.فالتجمع هو تعاقد صريح وعملي لتعاون المدونين والمدونات فيما بينهم عبر اطار التجمع. لكن ماذا تعني ب "قوميا" ؟
اقصد به التضامن في بعده القومي العربي الاسلامي
اعتقد اننا نتطلع الى التضامن الكوني وليس القومي فقط.انطلاقا من انتمائنا المغربي.في بعده الافريقي.المتوسطي.الامازيغي .العربي والاسلامي.اذن فالتضامن كقيمة انسانية حاظر في صلب اهتماماتنا كتجمع وكمدونين.ولا يحتاج الى تصريح بالشرف
الان وقد اقتربتم من التشكيل الرسمي للجنة التحظيرية لتجمع المدونين المغاربة.ما الصعوبات التي واجهتكم.وكيف تقيم الخطوات التي قطعها التجمع وهو يتجه نحو استكمال شروط التاسيس
بهيئة الاشراف المؤقتة نكاد نشتغل ليل نهار ولعل المتابع لمدوناتنا الشخصية سوف يلاحظ الاهمال الدي طالها والدي مرده الى تخصيصنا اكبر حيز من وقتنا لخدمة هدا المشروع واخراجه الى الوجود بما يليق بـقرابة الستين مدون مغربي اختاروا الانتساب لهده المبادرة ولهدا المشروع ، وداك بالنهاية طبعا نعتبره واجبا تقتضيه جسامة المسؤولية التي أخدناها على عاتقنا ولا نمن به على احد،اما بالعودة الى سؤالك فاود ان اغتنم الفرصة لأطمئن جميع المدونين المنتسبين للتجمع بأن كل مقترحاتهم التي توصلنا بها اخدناها بعين الاعتبار ونحن الآن بصدد وضع اللمسات الاخيرة على قانون مسطرة انتخاب اعضاء اللجنة التحضيرية بعدما كنا قد انهينا قبل بضعة ايام اعداد ورقة مرجعية لاشتغال هده اللجنة وسوف نقوم بنشرهما خلال الايام القليلة القادمة على مدونة التجمع لنعلن بشكل رسمي فتح باب قبول ترشيحات الاعضاء لتحمل مسؤولية النهوض بهدا الصرح المغربي ولنسلمهم المشعل بعدما نلنا شرف اشعاله ومنا داخل هيئة الاشراف المؤقتة من سيكتفي بدلك ولن يرشح نفسه لاي مسؤولية رسمية ، الخطوات في مجملها كانت مثمرة وبناءة وقد ابانت النقاشات عن مستوى جد عالي للمدونين المغاربة وحماس مشجع ورغبة في الوحدة والتضامن وفي معانقة قيم الحداثة والديمقراطية والسعي لوطن نفخر به ويفخر بنا ، اما الصعوبات فداك امر طبيعي عند بدايات كل شيء ولن نشدو عن تلك القاعدة بيد انه بالعزيمة والارادة بامكاننا تجاوز كل العقبات ..لأحد الفلاسفة الألمان قولة كلما تدكرتها احسست بقوة تغمرني حيث يقول " لا تمشي في طريق من طرق الحياة الا و معك سوط عزيمتك وارادتك لتلهب به كل عقبة تعترض طريقك"

ليست هناك تعليقات: